الاردن الان – كشفت مصادر رفيعة المستوى، عن تلقي حركة “حماس” خلال الأسابيع الأخيرة الكثير من العروض لتسهيل عملية التوصل لاتفاق تهدئة شامل في قطاع غزة، ووضع الخطوط السياسية العريضة لعملية سلام شاملة في المنطقة.
وأضافت ، أن من أبرز تلك العروض التي تلقتها حركة “حماس” من قبل دول عربية ذات وزن في المنطقة، هو نزع سلاحها العسكري بالكامل، وتجهيزها للانخراط في عملية سياسية كبيرة ستكون عنصرًا أساسيًا فيها.
ولفتت إلى أن عرض نزع سلاح حركة “حماس” ليس بجديد، ولكن تم في الفترة الأخيرة إعادة طرحه بالقوة على طاولة المفاوضات، مقابل حصول “حماس” على امتيازات سياسية “مرموقة” تتعلق بالوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، إضافة لدعم كبير ستحصل عليه الحركة من قبل الدول العربية التي تصنفها بأنها “جماعة إرهابية”.
وذكرت أن حركة “حماس” رفضت هذه العروض بشكل قاطع، واعتبرتها تجاوز لخطوطها الحمراء، فيما أشارت إلى أن ما يقلق “حماس” فعليًا هو حجم “التماسك” العربي من نزع سلاحها المقاوم، معتبرة ما يجري تحولات عربية خطيرة وغير مسبوقة في ملف القضية الفلسطينية، وتتماشى مع الشروط التي يضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لوقف الحرب الدامية على قطاع غزة والتي دخلت يومها الـ200.
وقبل أيام، كشفت تركيا عن موافقة “حماس” على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن قادة “حماس” أعربوا عن قبولهم بحل الجناح العسكري للحركة في حال تم إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67، مشيرا إلى موافقة حماس على تحول الحركة إلى حزب سياسي.
بدوره وصف القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، فكرة نزع سلاح المقاومة بالـ”ساذجة”، وقال حمدان: “فكرة نزع سلاح المقاومة ساذجة ولا تراعي حقائق الأمور، والحديث عن خروج المقاومة ومغادرتها مجرد وهم”.
ويرى مراقبون أن حل حركة “حماس” لسلاح المقاومة، سيكون تحولا تاريخيا لو تم، حيث ينسف جزءا كبيرا من استراتيجيتها التي طالما نادت بها بتحرير كامل الأراضي الفلسطينية وإلغاء ما يسمى بدولة إسرائيل، مقابل إقامة دولة فلسطينية على أجزاء بسيطة من فلسطين ومنزوعة السلاح أيضا.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب والباحث السياسي إبراهيم المدهون أن أهداف “حماس” هي أهداف سياسية وليست فوضوية، ودائما ما تعبر عن سعيها لإقامة دولة فلسطينية.
وقال المدهون، “الحديث عن نزع السلاح ليس دقيقا، ومن الطبيعي أنه عند إقامة الدولة الفلسطينية لن تكون هناك فصائل مسلحة بل سيتم الدفع بتعزيز أركان وسيادة الدولة”.
وتابع حديثه “حركة حماس تهدف إلى إنشاء الدولة الفلسطينية، لكنها لا تريد الوقوع في الأخطاء التي وقعت بها جهات فلسطينية أخرى سابقا، ولن تقبل بتقديم تنازلات كبيرة”، مشيرًا إلى أن نزع السلاح موضوع لا يُناقش وحتى اللحظة حركة حماس لم تعقب على التصريحات التركية، لكن ما يمكن فهمه من أنقرة أن الحركة لديها مرونة كبيرة في التواصل وهذه فرصة للاستماع لمطالبها”.
وأمام هذه الضغوطات..
هل ستوافق “حماس” على نزع سلاحها؟ وما هو الثمن؟ أم أن المخطط مجرد فخ جديد؟
راي اليوم