لماذا يقاتل نتانياهو لاستمرار حكم حماس في غزة؟
2024-05-05
بعد 7 أشهر من الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، بدت أهداف الاحتلال الإسرائيلي المعلنة بشأنها موضع تحقيق أكبر لدى الإسرائيليين، بما في ذلك العنوان الكبير الذي وضعه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القضاء على حماس.
وبحسب الكاتب في صحيفة “جيروزاليم بوست” حنان شتاينهارت، فإن استراتيجية نتانياهو في إدارة العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تشير إلى أنه يريد استمرار حكم وسيطرة حماس على القطاع، مع إنهاكها.
ويرجع الكاتب استنتاجه إلى أن البدائل عن حماس في غزة ستكون أكثر تكلفة على نتانياهو، ومستقبل ائتلافه الحكومي الذي يواجه تصدعات كبيرة، فضلاً عن أنه سيضع إسرائيل تحت طائلة البحث عن حل شامل للقضية الفلسطينة.
إدارة الحرب
ويقول الكاتب الإسرائيلي: “أنهى الجيش القتال العنيف في غزة منذ أكثر من شهرين، وفي ذروة الاجتياح البري كان هناك نحو 20 لواء من الجيش في القطاع، وفي بداية (نيسان) الماضي، غادرت الفرقة 98 القطاع، وبذلك أكملت إسرائيل إجلاء نحو 95% من جنودها في غزة، لقد تركوا الرهائن ورفح وراءهم، وهما شريان الحياة الرئيسي لحماس”.
وأضاف “مباشرة بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) حظيت إسرائيل بدعم هائل وكامل من الإدارة الأمريكية، ومعظم الحكومات الغربية، والسؤال البديهي إذن هو لماذا لم تستغل إسرائيل هذا الدعم في الأشهر الأولى لاحتلال رفح، وهزيمة حماس بشكل كامل؟”.
وتابع “لدى نتانياهو مجموعة من السمات الشخصية السلبية، لكن الغباء ليس واحداً منها، لذلك فإن حقيقة قيام إسرائيل بإنهاء المناورة البرية في غزة وإسقاط جميع أدوات الضغط العسكري طواعية، في الوقت الذي لا يزال القضاء على حماس بعيداً، والرهائن لا يزالون في الأنفاق، أمر مثير للقلق”.
هدف مشترك
ويقول الكاتب: “لقد انتهت الحرب في غزة برد فعل ضعيف، وذلك ببساطة لأن نتانياهو يفضل حماس الضعيفة التي لا تزال تسيطر على غزة، على أي كيان آخر يحظى بالاعتراف والتعاون الدوليين، وذلك لأسباب شخصية وسياسية ليس من الصعب فهمها”.
ويشير إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن أنه يتم دراسة خيار دولي للحل، يقضي بأنه “من الممكن أن يعين مجلس الأمن الدولي سلطة انتقالية دولية بمشاركة حلف الناتو، ستدخل إلى قطاع غزة لفترة محدودة.
وبموجب هذا الحل سيتم بناء الأساس الحقيقي للدولة الفلسطينية، وستكون الهيئة مسؤولة أيضاً عن إعادة إعمار غزة، وبناء مؤسسات الدولة في قطاع غزة، والتحضير للانتخابات بعد 5 سنوات، وإذا نجح النموذج، فسوف ينتقل أيضاً إلى الضفة الغربية.
ويضيف الكاتب أن “وضع قوات حلف شمال الأطلسي في القطاع يجلب إلى مقدمة المسرح الفيل الموجود في الغرفة، وهو الفيل الذي عمل نتانياهو جاهداً على إخفائه طوال سنوات حكمه، وفي أي حال من الأحوال للمضي قدماً في عالم ما بعد حماس، لن يكون من الممكن بعد الآن تجنب المسألة الفلسطينية ومطالب الولايات المتحدة والعالم في هذا الموضوع”.
ويتابع “هذا سيؤدي أيضاً بشكل مباشر إلى حل حكومة بن غفير – سموتريش – نتانياهو، وهذا يوضح الأساس المنطقي الذي دفع سموتريتش إلى الإعلان في عام 2015 أن حماس هي رصيد، وأن نتانياهو قال في اجتماع حزب الليكود في عام 2019 إننا يجب أن ندعم تعزيز حماس، ولم تتغير هذه الأيديولوجيات على الإطلاق منذ أكتوبر 2023”.
وأضاف “بل على العكس من ذلك، فقد أصبحوا أقوى، ومن حقيقة أن أي بديل لحماس يعني مناقشة حقيقية لمستقبل المنطقة، فإن هدف نتانياهو الحقيقي من الحرب مستمد من إضعاف حماس، ولكن ليس القضاء عليها بالكامل”.
وقال إن “حماس التي ضعفت ولكنها حية وتسيطر على غزة، تشكل المفتاح لاستمرار فرص نتانياهو في السماح للوضع الراهن بالبقاء على حاله، بما في ذلك بقائه في السلطة”.
ويختم قائلاً إن “حماس ستبقى مسيطرة على غزة، وإن المصالح المشتركة بين رئيس حماس في غزة يحيى السنوار ونتانياهو هي ببساطة أكبر من أن تسمح للجيش الإسرائيلي بالنجاح، وإن كان هذا يبدو بأنه لا يصدق؟ دعونا نترك الحقائق تتحدث، وليس ممثلي الحكومة”، بحسب الكاتب.