الرحيل المر.. كلوب من الأحلام الوردية إلى الباب الضيق
2024-05-05
اقتربت نهاية رحلة يورجن كلوب الطويلة مع ليفربول، وفي وقت ارتفعت فيه الآمال بنهاية حالمة مزينة بعدة ألقاب، وقع المدرب الألماني على ختام مر لمشواره البطولي مع الريدز.
استلم كلوب تدريب ليفربول في أكتوبر/تشرين الأول 2015، واكتسب شعبية كبيرة لدى جمهور الفريق، بعدما رفع سقف التوقعات، من خلال مستويات رفيعة، أدت إلى الصعود إلى منصات التتويج في مختلف البطولات، وبات علامة فارقة في الكرة الإنجليزية، بفضل قدرته الفذة وشخصيته القريبة إلى القلوب.
وأعلن كلوب أن الموسم الحالي، سيكون الأخير له مع ليفربول، بداعي أن طاقته نفدت، وكان الفريق حينها منافسا في كافة البطولات، وأحرز لقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية بعد الفوز في النهائي على تشيلسي.
كما تصدر ليفربول جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وواصل كذلك مشواره في كأس الاتحاد الإنجليزي ومسابقة الدوري الأوروبي.
لكن فجأة ومن دون مقدمات، انهار ليفربول، وودع مسابقتي الكأس والدوري الأوروبي، وفقد صدارة البريميرليج لصالح آرسنال، ليخسر فرصة المنافسة على اللقب، فما الذي حدث؟
نتائج فاقت التوقعات
اللافت في مشوار ليفربول هذا الموسم، أن أحدا لم يتوقع وصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة على صعيد النتائج، في ظل ازدحام صفوف الفريق باللاعبين المصابين الذين ابتعدوا عنه لفترة طويلة.
وأدت الإصابات إلى غياب مفاتيح لعب ليفربول أمثال أليسون بيكر ومحمد صلاح وديجو جوتا وكورتيس جونز وجويل ماتيب، كما أنها أبعدت آخرين لفترات أقصر مثل ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون، وسط توقعات بخروج الفريق خالي الوفاض.
لكن ما حدث جاء عكس التوقعات، والأمر يعود بالدرجة الأولى إلى كلوب، الذي وضع ثقته في لاعبين شبان مثل جاريل كوانساه وكونور برادلي وبوي كلارك وجايدن دانز، فقدم هؤلاء أداء مذهلا، ومنهم من قاد الفريق إلى بر الأمان خلال فترة صعبة، بجانب الحارس كيليهير الذي تحول إلى بطل شعبي في ليفربول بسبب قدرته على تعويض أليسون.
عودة مخيبة للمصابين
ومع مرور الوقت، بدأ المصابون في العودة تدريجيا إلى صفوف ليفربول، ومن هنا ارتفع سقف الطموحات إلى مستويات قياسية، بيد أن الرياح هبت عكس ما تشتهيه السفن، ليقع الريدز في المحظور.
بداية النكسات تمثلت في الخروج على يد مانشستر يونايتد من ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بنتيجة 3-4 بعد التمديد، رغم أنه كان فعليا الطرف الأفضل في اللقاء.
ومنذ ذلك الحين، انخفضت الحالة المعنوية للفريق، وتدهورت نتائجه في الدوري منذ التعادل مع مانشستر يونايتد 2-2 في أوائل أبريل/نيسان الماضي.
ثم جاءت الخسارة الصاعقة في “أنفيلد” أمام أتالانتا 0-3 بذهاب ربع نهائي الدوري الأوروبي، بمثابة نقطة التحول الأساسية، التي لم يستطع ليفربول التخلص من آثارها.
وخسر ليفربول أمام كريستال بالاس 0-1 وإيفرتون 0-2، وتعادل مع وست هام 2-2، ما بخر حلم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثاني في عهد كلوب.
مسببات عديدة
هناك أسباب عديدة لنكسات ليفربول المتتالية بنهاية الموسم، وتبخر حلم الفوز برباعية غير مسبوقة من الألقاب، أهمها العبء الذهني والبدني الذي أصاب اللاعبين بعد دخول الموسم مراحله الأخيرة.
كما أن لاعبين عدة، ابتعدوا عن مستوياتهم بعد عودتهم من الإصابة، مثل صلاح وألكسندر أرنولد وروبرتسون ودومينيك سوبوسلاي، فيما لم يتحمل آخرون الجانب النفسي المرهق لجدول المباريات المزدحم، مثل داروين نونيز وكودي جاكبو، ما هز المعنويات داخل غرفة الملابس.
وجاءت المشادة الأخيرة بين كلوب وصلاح في المباراة أمام وست هام، لتؤكد افتقاد ليفربول للوحدة التي طالما تغنى بها مدربه، الذي بدوره، وأد أحلامه رغما عنه، بعدما خيب اللاعبون ظنه، عندما أصبح الأمر مهما أكثر من أي وقت مضى.