الأحد , ديسمبر 22 2024

تراجع ممارسة الرضاعة الطبيعية في الأردن بنسبة 24%

أكد المجلس الأعلى للسكان أن الرضاعة الطبيعية تُعد من أفضل الاستثمارات للوقاية من الوفيات بين الأطفال الرضع وتحسين صحة الأمهات والمواليد، فضلاً عن تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأوضح المجلس في بيان بمناسبة “أسبوع الرضاعة الطبيعية”، الذي يبدأ الخميس، أن دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية يُعد ضمن أولويات السياسات الصحية والاجتماعية في جميع المجتمعات.

وأشار البيان إلى أن ممارسة الرضاعة الطبيعية في الأردن شهدت تراجعاً بنسبة 24% للأطفال دون 6 أشهر المعتمدين عليها بشكل مطلق. كما أن 34% فقط من المواليد يتم البدء بإرضاعهم خلال الساعة الأولى بعد الولادة، و42% من الأطفال في الفئة العمرية 6-23 شهراً يتلقون الحد الأدنى من التنوع الغذائي. إضافة إلى ذلك، انخفضت نسبة الاقتصار على الرضاعة الطبيعية المطلقة للفئة العمرية 0-5 أشهر من 39% إلى 24% خلال العقود الثلاثة الماضية.

وعزا المجلس هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها نقص الوعي بفوائد الرضاعة الطبيعية، والاعتقاد الخاطئ بأن النساء اللائي يلدن بعملية قيصرية لا يمكنهن إرضاع أطفالهن، وانتشار ثقافة تفضيل الحليب الصناعي بسبب ضعف الرقابة على الترويج التجاري، وعدم توفر الدعم الكافي للأمهات العاملات.

ووفقاً لاتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن منظمة الصحة العالمية “تغذية رضع وصغار الأطفال – 2023″، يحق لكل رضيع الحصول على تغذية جيدة، في حين أن سوء التغذية مسؤول عن 45% من وفيات الأطفال على مستوى العالم، بالإضافة إلى أن 41 مليون طفل يعانون من السمنة أو الوزن الزائد، وأن 40% من الرضع في الفئة العمرية 0-6 أشهر لا يتغذون إلا بالرضاعة الطبيعية.

وذكر المجلس أن القليل من الأطفال يتلقون الأغذية التكميلية المأمونة والمناسبة من الناحية التغذوية. في معظم البلدان، أقل من ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-23 شهراً يحصلون على حليب طبيعي ويستوفون المعايير الخاصة بتنويع النظام الغذائي وتواتر التغذية المناسبة لأعمارهم.

وأضاف البيان أن الرضاعة الطبيعية تساهم في تقليل الفقر، من خلال تخفيف عبء النفقات المالية للأسرة على شراء الحليب وتجهيزاته، وتقليل كميات الماء المستخدمة في الإعداد والتنظيف، مما يقلل من التلوث. كما تسهم في تقليل احتمالية إصابة الرضع بالأمراض، مما يقلل من تكاليف الرعاية الصحية.

وأوضحت تقديرات البنك الدولي أن الجهود المبذولة لتعزيز وحماية الرضاعة الطبيعية تكلف عالمياً حوالي 0.6 مليار دولار سنوياً، بينما قد تحقق عوائد اقتصادية تصل إلى 30 مليار دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة، وهو عائد يصل إلى حوالي 35 دولاراً على كل دولار يتم استثماره في تعزيزها وحمايتها.

وأشار البيان إلى أن الرضاعة الطبيعية تسهم في حماية البيئة، حيث لا تحتاج لتصنيع أو تعبئة أو نقل، مما يجعلها خياراً مستداماً وصديقاً للبيئة. في المقابل، يعتمد تصنيع الحليب الصناعي على عمليات كثيفة الاستخدام للطاقة والموارد، مثل تربية الأبقار، ومعالجة وتحويل الحليب إلى بدائل صناعية، وتغليفها وشحنها، مما يستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة ويؤدي إلى انبعاث غازات دفيئة تؤثر على البيئة وتغير المناخ. كما أن استخدام بدائل حليب الرضع يتطلب تغليفاً بلاستيكياً وزجاجات، مما يزيد من التلوث البلاستيكي.

أما بالنسبة لفوائد الرضاعة الطبيعية للأم، فتتضمن الحفاظ على صحتها على المدى الطويل من خلال تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وتعزيز امتصاص الكالسيوم مما يزيد مقاومتها لهشاشة العظام، وحمايتها من فقر الدم، واستعادة وضع رحمها الطبيعي ووقف النزيف بعد الولادة.

وفيما يتعلق بالفوائد الصحية للرضيع، توفر الرضاعة الطبيعية الغذاء المثالي خلال الستة أشهر الأولى من عمره، وتعزز جهاز المناعة بفضل احتوائها على مكونات واقية وإنزيمات نشطة تساعد على الهضم، وعوامل مانعة للعدوى، مما يقلل من خطر التهابات الجهازين التنفسي والهضمي، والتهاب الأذن الوسطى، كما تسهم في نمو الفك والأسنان بشكل صحي، وتقي من الحساسية والطفح الجلدي، وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

كذلك تدعم الرضاعة الطبيعية النمو الروحي والجسدي للطفل وتنمي الذكاء، حيث يكون الحليب في حالة تعقيم مستمرة ودرجة حرارة مثالية، مما يقلل من بكاء الطفل. ويُنصح بإدخال الأطعمة التكميلية المناسبة بعد الستة أشهر الأولى للرضيع، مع ملاحظة أن الأطفال الذين رضعوا طبيعياً يظهرون معدلات أقل من فرط الوزن والسمنة، وحققوا نتائج أفضل في اختبارات الذكاء.

شاهد أيضاً

إسرائيل تعزز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن بإقامة حواجز رملية

قامت إسرائيل بتعزيز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن من خلال إقامة حواجز رملية، وذلك …