ارتفاع انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين في الأردن بعد خفض المساعدات
2024-08-18
كشف تقرير لبرنامج الأغذية العالمي أن انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين في الأردن قد “ارتفع” بعد عام من خفض المساعدات من المانحين، سواء في المخيمات أو في المجتمعات المضيفة.
ووفقًا للتقرير، شهد الربع الثاني من العام الحالي زيادة ملحوظة في انعدام الأمن الغذائي بين المستفيدين في المجتمع المضيف، حيث ارتفعت النسبة من 70% إلى 92%، دون تسجيل أي تحسن بعد موسم الشتاء. كما أفاد التقرير بأن نصف سكان مخيمات اللاجئين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع وجود 14% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، مقارنة بصفر في المئة في نفس الفترة من العام الماضي.
ويستضيف الأردن ثاني أعلى نسبة من اللاجئين في العالم بالنسبة للفرد، حيث يبلغ عدد اللاجئين في البلاد 3.5 مليون، منهم 628 ألف لاجئ سوري و70 ألف لاجئ من دول أخرى كما سجلتهم المفوضية في يوليو. هذا العدد الكبير من اللاجئين يضيف ضغوطًا غير مسبوقة على ميزانية الأردن وموارده الطبيعية والبنية التحتية وسوق العمل.
وأوضح التقرير أن اللاجئين في المخيمات والمجتمعات المحلية يتنازلون عن بعض عاداتهم الغذائية أو يقللون من حصص بعض أفراد الأسرة لمواجهة الوضع الصعب، ويميلون إلى استراتيجيات ضارة مثل زيادة سحب الأطفال من المدارس وارتفاع إرسال الأطفال للعمل بنسبة ستة أضعاف في المجتمعات المحلية.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين الذين يحصلون على المساعدات باتوا يكسبون أقل ويقترضون أكثر مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ متوسط الديون لكل أسرة 1,330 دولارًا أميركيًا للاجئين في المجتمعات المحلية وألف دولار أميركي للاجئين في المخيمات.
وفقًا لخطة تحديد الأولويات، يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 11 مليون دولار لمواصلة تقديم المساعدة على مدى 6 أشهر (أغسطس 2024 – يناير 2025) بمستويات مخفضة (15 دينارًا أردنيًا/21 دولارًا أميركيًا) لـ 310,000 لاجئ في المخيمات والمجتمعات المحلية. أما متطلبات الخطة القائمة على الاحتياجات فتصل إلى 51 مليون دولار لتقديم المساعدة بمستويات طبيعية (23 دينارًا أردنيًا/32 دولارًا أميركيًا) لجميع اللاجئين المؤهلين البالغ عددهم 410,000 لاجئ خلال الأشهر الستة المقبلة.
وأشار التقرير إلى أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى 997 مليون دولار للأعوام 2023-2027، حيث استلم 114 مليون دولار حتى الآن، ويحتاج للعام الحالي 213 مليون دولار. ويواجه البرنامج “عجزًا وشيكًا في التمويل” في إطار محفظة التغذية المدرسية، مما قد يؤثر على قدرته على الوصول إلى الطلاب في المجتمعات المحلية في العام الدراسي الجديد. يحتاج البرنامج إلى 3.9 مليون دولار حتى نهاية عام 2024 لمواصلة تقديم وجبات صحية وألواح التمر للطلاب في المخيمات والمجتمعات المحلية.
وأوضح التقرير أن برنامج الأغذية العالمي يعطي الأولوية لتقديم المساعدة للأسر الأكثر ضعفًا والتي لديها موارد مالية محدودة، حيث استمرت مساعدات البرنامج لـ 310,000 لاجئ في المخيمات والمجتمعات المحلية بمستويات مخفضة (21 دولارًا أميركيًا للشخص الواحد).
وفي يوليو، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض المساعدات المقدمة لـ 100,000 لاجئ سوري في المجتمعات المحلية بسبب نقص التمويل. كما يعتزم البرنامج ومفوضية اللاجئين إجراء مشاورات مجتمعية مشتركة مع اللاجئين في جميع أنحاء الأردن في أغسطس لفهم ومعالجة تأثير انخفاض المساعدة على الأسر المحتاجة، وسيتم اتخاذ القرارات بناءً على تفضيلات واحتياجات اللاجئين.
كجزء من الدعم الفني المقدم لصندوق المعونة الوطنية، أكمل برنامج الأغذية العالمي 85% من زياراته المخطط لها للأسر لعام 2024، والتي تمثل 26,000 زيارة كجزء من عملية التحقق السنوية من بيانات المستفيدين التي يجريها صندوق المعونة الوطنية لتحديد أهليتهم للمساعدة.