طبيب أردني: مبالغات في التهويل حول جدري القرود

أكد الدكتور عبد الرحمن المعاني، الخبير واختصاصي الوبائيات، أن المخاوف المبالغ فيها من فيروس جدري القرود ليست مبررة, واعتبر أن احتمال ظهور الفيروس ممكن في أي دولة، لكنه ليس خطيرًا لدرجة الهلع الذي شهدناه مع فيروس كورونا، نظرًا لطرق انتقاله المحدودة.

وأشار المعاني إلى أن طرق انتقال فيروس جدري القرود تشمل الالتصاق المباشر مع الشخص المصاب، أو ملامسة سوائله وملابسه، أو التعامل مع الأجهزة والملاءات التي يستخدمها المصاب. كما يمكن أن ينتقل من الأم الحامل إلى الجنين خلال الحمل أو الولادة أو الرضاعة، وأيضًا من خلال المخالطة الوثيقة في بيئات مثل صالونات الوشم أو التجميل، أو الاحتكاك بالحيوانات المصابة.

وأوضح أن معظم الأشخاص يتعافون من جدري القرود خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لكن الفيروس قد يسبب مضاعفات خطيرة لدى فئات معينة، مثل ضعيفي المناعة، مرضى الأمراض المزمنة، الأطفال، والنساء الحوامل, تشمل الأعراض الشائعة الحمى، التهاب الحلق، الطفح الجلدي، تورم الغدد الليمفاوية، وآلام العضلات.

ودعا المعاني إلى فهم طرق انتقال المرض بشكل أفضل وتطبيق الدروس المستفادة من حالات الطوارئ الصحية السابقة، مثل جائحة كورونا، من خلال اتخاذ إجراءات وقائية مثل تعزيز المراقبة وتبادل البيانات.

وأكد المعاني على أهمية الإجراءات التالية في حال تشخيص المرض: إبلاغ الأشخاص المخالطين، البقاء في المنزل في غرفة خاصة، غسل اليدين بشكل متكرر، تغطية الطفح الجلدي، وارتداء كمامة. كما نصح بتجنب لمس الأشياء في المساحات المشتركة، وتجفيفها وتعقيمها بانتظام.

وشدد على ضرورة تجنب المخالطة الجسدية الجنسية عند التشخيص، وغسل الملابس والمناشف والملاءات، وجمعها في كيس بلاستيك دون نفضها، وفتح النوافذ للتهوية الجيدة. وفي حال ظهور عوارض مرضية بعد السفر، يجب مراجعة الطبيب فورًا وإبلاغه بتفاصيل السفر.

وطالب المعاني بتعزيز تجهيز المختبرات لتشخيص الحالات المؤكدة، ورصد المرض من خلال طرق الرصد الإيجابي والسلبي، وتوزيع بروشورات ونشرات توضيحية على المستشفيات والمراكز الصحية والمواطنين. وأكد على أهمية الرصد النشط لاكتشاف الحالات المبكرة، مما يسهم في مكافحة المرض وتنشيط الإجراءات الصحية الوقائية عبر المنافذ.