اليوم تنتهي موجات الغبار

شهدت المملكة والمنطقة العربية مؤخرا موجات من الغبار عدها الكثيرون أنها مختلفة عن الأعوام السابقة ، وأنها كانت هذا العام أكثر حدة ، وكذلك الأطول زمنيا ، ما دفع الى التساؤل عن سبب كثرتها هذا العام وطول مدتها الزمنية تقريبا .

المستشار الجوي لموقع طقس العرب جمال الموسى قال لـ”الاردن الان” أن سبب تكون هذه الموجات الغبارية ومصدرها أنها تأتي من المناطق الصحراوية القاحلة ، حيث أن 50 % من المناطق العربية صحراوية ، و تبدأ هذه الموجات بالتكون من صحراء شمال افريقيا ، وتتحرك عبر الصحراء الجزائرية ثم الليبية مرورا بالمصرية ، ثم تأتي الى المملكة والدول المجاورة.

وبين الموسى أن هذه الموجات الغبارية تكون مركبة لأنها تنتج من المناطق التي تعاني الجفاف والتصحر ، مشددا على أن هذه الموجات تتكون في المواسم التي تشهد قلة في الأمطار ، لأن التربة تتفكك نتيجة قلة الأمطار وبالتالي يسهل عملية نقلها عبر الرياح.

وأضاف الموسى أن طبيعة الأنظمة الجوية المتشكلة بظل هذه الظروف تعمل على توليد سرعة الرياح والتي من شأنها زيادة حمل الأتربة ، كما من شأنها تسهيل حمل جزيئات من الأتربة بشكل أكبر.

وحول مسار تلك الموجات ، أوضح الموسى أنها تبدأ بالتشكل من صحراء شمال افريقيا ، ثم تمر عبر الصحراء الجزائرية ومن ثم ليبيا ، ومصر ، ثم الأردن وشبه الجزيرة العربية ، منوها الى أن هذه الموجات ترافق المنخفضات الخماسينية التي تؤثر على المملكة والمنطقة سنويا في الفترة من 20-3 الى 15-5 من كل عام بالمعدل.

وكشف الموسى عن سبب آخر لتشكل الموجات الغبارية ، وهو وجود أنظمة جوية تعمل على إحداث تباين في قيم الضغط الجوي ، مشيرا الى أن السبت الماضي كان هناك منخفض جوي في جنوب تركيا ، والتقى معه منخفض آخر في منطقة البحر الأحمر ، وبالتالي حدث تباين بقيم الضغط في الغلاف الجوي ، ووفر بيئة خصبة لتشكل تلك الموجات .

وأعاد الموسى التأكيد على أن سبب ازدياد الموجات الغبارية هذا العام هو ما حدث العام الماضي والحالي من قلة الأمطار التي تعزى الى التغيرات المناخية الطارئة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري ، والغازات الدفيئة في الغلاف الجوي التي أثرت على المناخ.

من جهته قال مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد آل خطاب لـ”الاردن الان” أن الموجات الغبارية التي شهدناها انتهت اليوم ، ولا يوجد في المنظور القريب مؤشرات لقدوم أية موجات أخرى ، إلا إذا حدث تباين في أنظمة الضغط الجوي .

واتفق آل خطاب مع ما ذكره الموسى حول أسباب تشكل هذه الموجات ، لافتا الى أن المناطق الصحراوية تعد مغذيا رئيسيا لهذه الموجات ، إضافة الى عوامل سرعة الرياح.