بالدخان الأسود.. قضايا المرأة تفرض نفسها على مهرجان كان
2022-05-24
تميز البساط الأحمر للدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي لعام 2022، بالحضور القوي للحركات النسائية المدافعة عن قضايا المرأة، ففي أقل من يومين صنعت الناشطات في هذا المجال الصورة أمام عدسات المصورين ووسط نجوم السينما العالمية، وذلك باقتحامهن للبساط بشعارات تندد بالعنف الذي تتعرض له النساء حول العالم، خاصة في فرنسا.
وقد قاطعت 12 ناشطة ومدافعة عن حقوق المرأة، الأحد، العرض الأول لفيلم المخرج الإيراني علي عباسي “المنكوب المقدس” الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ودخلن حاملا شموعا تطلق دخانا أسود، ولافتات كتبن عليها أسماء 129 امرأة من ضحايا القتل في فرنسا.
وقبل ذلك بيومين اقتحمت ناشطة فرنسية السجاد الأحمر ترتدي سروالا ملطخا بالدماء، للتنديد بما قالت إنه “عمليات الاغتصاب التي ارتكبها الروس في أوكرانيا”، وأوقفتها أجهزة الأمن لتعلن لاحقا أنها ناشطة تابعة لحركة “سكام” الراديكالية “المدافعة عن حقوق النساء عبر العالم.
وقالت إحدى النشاطات إنها قررت ارتداء الأسود لأنها في حداد، مشيرة إلى أنهن “لا يرغبن في الصعود على سلالم البساط الأحمر بملابس زاهية تعلوها الابتسامة كما يفعل النجوم، لأن ما يتعرض له النساء من اصطاد أصبح أمرا لا يطاق”، على حد تعبيرها.
ووقع اختيار هؤلاء الناشطات على فيلم “المنكوب المقدس” لتوجيه هذه الرسالة، لما يحمله الفيلم من قصة حقيقة نقلها المخرج الإيراني علي عباسي إلى مهرجان كان، حيث عاد إلى حكاية السفاح الذي قتل عدة نساء عام 2001.
يأتي هذا بينما لا يزال حضور المرأة في مهرجان كان يطرح الكثير من الأسئلة، وقد أبدت الدورة الـ75 اهتماما كبيرا بهن، كما وقعت الإدارة ميثاق 50/50، الذي يعتمد في عملية التوظيف وتقسيم المهام داخل فريق المهرجان بين الرجال والنساء.
وشهدت دورة 2021 حضورا مميزا لمخرجات من حول العالم، حيث شاركت 4 منهن في المسابقة الرسمية من بين 24 فيلما في المسابقة الرسمية، وهو رقم استثنائي في تاريخ المهرجان.
وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية، فإن فرنسا شهدت عام 2020 مقتل 102 امرأة بالعنف، وذلك على يد الشريك أو الشريك السابق، بينما قتل 23 رجلا على يد شريكهم أو شريكهم السابق، وأشارت الأرقام إلى أن 14 طفلا توفي على يد أحد والديه في سياق العنف بين الزوجين.
في هذا الصدد أكدت الناقدة الكندية كيفا ريدون أن مهرجان كان يعد مناسبة حقيقة للناشطين لتوجيه الرسائل من هذا النوع.
وقالت ريدون : “ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الحركات. عشنا أمورا مشابهة في السابق، والبساط الأحمر كما أنه محطة للجمال وعرض أحدث صيحات الموضة فهو أيضا منصة للقضايا الشائكة”.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن 219 ألف امرأة في فرنسا يعانين كل عام من العنف الجسدي أو الجنسي، الذي يرتكبه الشريك السابق أو الحالي.