مطالب بتخفيض أسعار فحوصات حساسية القمح
2022-06-08
طالب مواطنون وأطباء متخصصون الجهات المعنية بإعادة النظر بأسعار الفحوصات التي تجرى للكشف عن مرض حساسية القمح والمواد الغذائية الخالية من «الجلوتين» نظرا لارتفاعها.
وأكد مواطنون مصابون بحساسية القمح ان هناك غلاء كبيرا في أسعار المواد الغذائية الخالية من «الجلوتين»، وهي أغذية خاصة بهم، حيث ان الالتزام بتناولها هو الحل الوحيد لعدم تفاقم حالتهم وإصابتهم بأعراض ومضاعفات خطيرة مستقبلا، مطالبين بإعادة النظر بأسعارها لتكون في متناول الجميع.
وأضافوا ان تناول المواد الغذائية الخالية من «الجلوتين» تكون على مدى الحياة، إذ يجب عليهم الامتناع عن أي أغذية تحتوي على القمح والشعير والشوفان، فحتى الان لا يوجد اي علاج لهذا النوع من التحسس، وبالتالي من المهم ان تكون هذه المواد متوفرة على الدوام بالمملكة وبأسعار تتناسب مع الجميع خصوصا بالمحافظات.
من جهتها، أكدت استشارية الأمراض الباطنية وأخصائية الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة ميسم عكروش ، ان اكتشاف حالات حساسية القمح المناعي (السيلياك) في تزايد بالمملكة، وقد يعود السبب في ذلك إما لزيادة عدد المصابين بها، او زيادة الخبرة في تشخيصها عن طريق اجراء الفحوصات بالمختبرات او التنظير، ناهيك عن ان المرض أصبح محط اهتمام للأطباء عالميا ومحليا أيضا، نظرا لانتشاره وأهمية تشخيصه، حتى يستطيع المصاب اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع حدوث أي مضاعفات له مستقبلا.
وشددت على أهمية تشخيص المرض للأشخاص مبدئيا، لأنه من الممكن ان تختلط أعراضه مع تشخيصات لأمراض أخرى كالقولون العصبي، وعلى الأطباء والأشخاص ان يفكروا في احتمالية اصابتهم بحساسية القمح لإرتباط جيني موروث، وعلاقة بأمراض مناعية أخرى عادة إما بالمريض او بأحد أفراد عائلته، مثل السكري والبهاق والصدفية والغدة الدرقية وغيرها.
وفي ما يتعلق بظهور الأعراض لدى الشخص والتي تزيد فرصة التفكير باحتمالية إصابته بحساسية القمح المناعي عند ظهورها، بينت عكروش أنها أعراض مرتبطة بكل أعضاء الجسم، كأي عرض في الجهاز الهضمي، او أي نقص بالامتصاص، بالإضافة لهشاشة العظام، وأحيانا أعراض بالجلد والمفاصل، والأعراض النفسية والعصبية، وتأخر النمو لدى الأطفال والذي يؤثر على قدراتهم العقلية وإنجازاتهم العلمية، ناهيك عن تأخر القدرة على الإنجاب.
أما بخصوص الأعمار التي من الممكن ان تصاب بالمرض، فأشارت الى ان حساسية القمح المناعي يصيب جميع الأعمار، إذ ليس له عمر معين، وقد يصاب به الأطفال الصغار، لكن معظم الحالات شوهدت على أعمار كبيرة. وعن خطورة عدم التزام المريض بالحمية المقررة والمواد الغذائية الخالية من «الجلوتين»، لفتت الى ان ذلك له مضاعفات قد تكون خطيرة عليه في المستقبل، كزيادة فرصة الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي والغدد اللمفاوية، والتأثير على جميع أعضاء الجسم، مشيرة الى ان الحمية هي العلاج الوحيد المتوفر لهم لغاية الان، الى جانب معالجة النقص بأي مادة غذائية لم يتم امتصاصها، حيث ان هناك دراسات وأبحاثاً لإيجاد العلاجات الا انها لم تر النور للان.
وبالنسبة لأسعار الفحوصات اللازمة لتشخيص حساسية القمح المناعي والمواد الغذائية الخالية من «الجلوتين»، طالبت بإعادة النظر بها كونها باهظة الثمن وليست في متناول الجميع، حيث ان فحص الدم والتنظير يعتبر سعره مرتفعا، مشيرة في الوقت ذاته الى ان كل شخص يحمل الرقم الوطني بالمملكة، قد يستطيع عمل الفحوصات بالقطاع العام، إلا ان هناك فحص دم جديداً وهو الأكثر دقة لتشخيص المرض لم يصل للقطاع العام.
ودعت عكروش الجهات المعنية الى توفير المواد الغذائية الخالية من «الجلوتين» للمرضى، وان تكون أسعارها في متناول الجميع سيما بالمحافظات النائية والمناطق الطرفية، لأن مرضى كثرا يشكون هناك من عدم توفر الأغذية الخاصة بهم، مما يجعلهم لا يلتزمون بالحمية، وبالتالي يزيد الخطر على أجسامهم.