الأحد , ديسمبر 22 2024

%31 من قضايا العنف الأسري لأسباب اجتماعية

يعود 31 % من قضايا العنف الأسري إلى أسباب عاطفية واجتماعية ونفسية، بحسب أرقام رسمية، اختار عدد من ضحايا هذا العنف سرد قصص معاناتهم ضمن فعاليات عرضتها الهيئة الطبية الدولية خلال معرض أقامته لهذه الغاية بعنوان “شوفونا بعيونا”.

ومن بين المتحدثين كانت جنا التي قالت بمرارة: “قبل أن أكمل 18 سنة من عمري تحولت من طفلة إلى مطلقة، ووقع هذه الكلمة كان قاسيا جدا علي، خصوصا أنها جاءت بعد سلسلة طويلة من العنف الجسدي والنفسي، وهذا كله في ظل بيئة تقوم على الأحكام المسبقة، وهو ما دفع بي إلى دائرة الاكتئاب”.

بدورها أجبرت الطفلة مايا التي تعيش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، على الزواج وهي طفلة بعدما لجأت عائلتها الى الأردن هربا من الحرب الدائرة في بلادها، في وقت كانت تأمل فيه أن تكون لها فرصة لحياة جديدة، تستكمل بها تعليمها، لكن ما حدث، جعلها من ضمن ضحايا زواج الأطفال.

ولم يستمر زواج مايا طويلا، فخلال فترة الزواج عانت من عنف لفظي وجسدي ونفسي شديد، الى أن اتخذ زوجها القرار بالطلاق، حيث عاشت، بعدها، حالة من الإنكار والرفض لهذا الطلاق، فكيف تكون مطلقة وهي ما تزال طفلة، ومع تدهور حالتها النفسية لجأت إلى الهيئة الطبية الدولية.

وتلقت مايا خدمات الدعم النفسي والاجتماعي حتى تمكنت من تجاوز محنتها، لتعمل اليوم كمثقفة في المخيم للتوعية بالآثار الخطيرة لزواج الأطفال.

قصة مايا واحدة من القصص التي عرضتها الهيئة الطبية الدولية ضمن فعاليات معرض “شوفونا بعيونا”، الذي يروي قصص المتعافين ومتلقي خدمات الصحة النفسية وقسم الحماية في الهيئة الطبية الدولية.

أما جنى (اسم مستعار) ذات الـ 12 عاما، فشاركت قصتها من خلف قناع غطت به وجهها، لتروي كيف أثر التنمر والعنف اللذين كانت تتعرض لهما في المدرسة، على صحتها النفسية.

وتعود تفاصيل قصة جنى الى قبل 3 سنوات، عندما كانت تتعرض للتنمر والعنف من قبل زميلاتها في المدرسة، ما جعلها تعيش في عزلة وانطوائية وحزن.

وتعيش عائلة جنى ظروفا اقتصادية صعبة دفعت بها وشقيقها للعمل كباعة متجولين على إشارات المرور، وفي أحد الايام تعرض الاثنان لتحرش وتنمر في الشارع، فتدهور وضعها النفسي، وتقدمت لطلب المساعدة النفسية من قبل الهيئة التي ساعدتها في تخطي هذه الحادثة.

الى ذلك كشفت أرقام ادارة حماية الأسرة والأحداث عن أن 31 % من قضايا العنف الأسري تعود لأسباب عاطفية واجتماعية ونفسية، وفقا لمدير الإدارة العقيد فراس الرشيد، فيما أكد مختصون أهمية وضع الصحة النفسية ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية في الأردن.

وقال الرشيد خلال افتتاح فعالية “شوفونا بعيونا” التي نظمتها الهيئة الطبية الدولية، إن “العديد من حالات العنف الجسيم التي تتعامل معها الإدارة تكون لها جذور ترتبط بالعوامل النفسية كالاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية، فضلا عن الأسباب ذات الدوافع الاجتماعية والاقتصادية.

وبين أن هذا الواقع يتطلب توفير خدمات الصحة النفسية والتأهيل النفسي والاجتماعي، لافتا إلى الخدمات المتكاملة التي توفرها الإدارة، والتي تشمل خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، فضلا وجود مختص من الهيئة الطبية الدولية لتقديم هذه الخدمات في مديرية الامن العام.

شاهد أيضاً

إسرائيل تعزز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن بإقامة حواجز رملية

قامت إسرائيل بتعزيز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن من خلال إقامة حواجز رملية، وذلك …