الجمعة , سبتمبر 20 2024

القتال بين “اسرائيل” وغزة يمتد ليومه الثاني

أعلن الجيش الإسرائيلي السبت اعتقال 19 عنصرا من حركة “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية، بينما يشن ضربات على أهداف عسكرية في غزة.

وجاء في بيان للجيش أن الجنود وعناصر من جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” أوقفوا 20 شخصا خلال عمليات دهم في وقت مبكر من صباح السبت في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن “19 منهم هم عناصر على ارتباط بمنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الإرهابية”.

وساطة مصرية
من جهة ثانية، أكّدت مصادر عدّة السبت أنّ مصر تُحاول التوسّط لتهدئة التوتّر في غزّة.
وقال مصدر أمني مصري لوكالة فرانس برس، إنّ جهود الوساطة التي تبذلها القاهرة مستمرّة منذ الجمعة. وأضاف: “نأمل في التوصّل إلى توافق، من أجل عودة الهدوء في أقرب وقت”.

وكان المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت قد أشار في وقتٍ سابق إلى الوساطة المصريّة عندما كان يتحدّث إلى صحافيّين عن التطوّرات الجارية، لكنّه لم يخض في التفاصيل.

من جهته، قال مصدر مصريّ إنّ وفدًا من “الجهاد الإسلامي” قد يتوجّه إلى القاهرة السبت. وتعتبر إسرائيل والولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي هذه المنظّمة “إرهابيّة”.

بدوره، تحدّث زعيم حركة “حماس” إسماعيل هنيّة، المقيم في الدوحة، مع قياة الاستخبارات المصريّة بشأن التطوّرات الحاليّة، بحسب بيان للحركة.

تُعدّ مصر وسيطًا بين إسرائيل والجماعات المسلّحة في غزّة، وقادت وساطة في أيّار (مايو) “حماس” المسيطرة على غزّة.

وقد شنّت إسرائيل الجمعة ضربات جوّية على غزّة أوقعت عددًا من القتلى بينهم قيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” التي ردّت بإطلاق عشرات الصواريخ على أراضي الدولة العبريّة.

وفجر السبت واصلت القوّات الإسرائيليّة قصف غزّة بينما أطلقت حركة “الجهاد الإسلامي” صواريخ باتّجاه الدولة العبريّة.

وقالت إسرائيل الجمعة إنّها شنّت “ضربة استباقيّة” على “الجهاد الإسلامي” قُتِل فيها القياديّ في “سرايا القدس”، الجناح المسلّح للحركة، تيسير الجعبري الذي تُحمّله الدولة العبريّة المسؤوليّة عن هجمات شهدتها في الآونة الأخيرة.

ولم ترد على الفور أيّ تقارير عن سقوط قتلى في الجانب الإسرائيلي.

لكن في غزّة، أفادت وزارة الصحّة بسقوط 10 قتلى، بينهم طفلة تبلغ خمس سنوات، مشيرةً أيضا إلى إصابة 79 شخصًا.

خاضت إسرائيل مع الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة أربع حروب منذ عام 2008.

وليل الجمعة كانت الضربات الإسرائيليّة مستمرّة، وقال الجيش إنّها تتركّز على أهداف للمسلّحين في القطاع الخاضع للحصار منذ أن سيطرت عليه حركة “حماس” في 2007.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الجمعة في تصريح متلفز أنّ “إسرائيل شنّت عمليّة لمكافحة الإرهاب محدّدة الهدف ضدّ تهديداتهم”. وقال إنّ “الجهاد الإسلامي وكيل لإيران التي تريد تدمير دولة إسرائيل وقتل إسرائيليّين أبرياء سنفعل كلّ ما يقتضيه الأمر للدفاع عن شعبنا”.

وأعلنت “سرايا القدس” أنّها أطلقت أكثر من مئة صاروخ باتّجاه إسرائيل الجمعة، ضمن “ردّها الأوّلي” على قتل إسرائيل قائدًا في صفوفها خلال غارات على غزّة.

وقالت سرايا القدس في بيان: “في إطار ردّها الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء، سرايا القدس تدكّ تلّ أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ”.

طفلة تبلغ خمس سنوات
وتصاعدت ألسنة اللهب من مبنى استهدفته ضربات في غزّة، فيما عملت فرق الإغاثة على إجلاء المصابين.

وحمل والد الطفلة ألاء قدوم ابنته خلال تشييعها وقد قُتِلت جرّاء إصابة بالرأس.

ونعت حركة “الجهاد الإسلامي”، “القائد الجهادي الكبير تيسير الجعبري (أبو محمود) الذي ارتقى شهيدًا في جريمة اغتيال صهيونيّة غادرة استهدفته في مدينة غزّة”.

وتجمّع المئات في غزّة لتشييع الجعبري وبقيّة قتلى الضربات الإسرائيليّة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت لوسائل إعلامية: “بحسب تقديرنا، قُتل 15 شخصًا في العمليّة”.

وتوقّع المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ من غزّة ردًا على الضربات، مشيرًا إلى إمكان استهداف وسط إسرائيل.

والخميس نشر الجيش الإسرائيلي دبّاباته على طول الحدود، معلنًا تعزيز قوّاته.

والجمعة قال السفير الأميركي توم نايدز إنّ واشنطن تشدّد على “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

وجاء في تغريدة أطلقها: “نحن على تواصل مع أفرقاء عدّة ونحضّ جميع الأطراف على التحلّي بالهدوء”.

من جهته، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند عن “قلقه البالغ”، محذّرًا من أنّ التصعيد “شديد الخطورة”.

ومن طهران، توعّد الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة إسرائيل بخوض معركة “دون خطوط حمراء”.

وقال النخالة في مقابلة مع قناة “الميادين” اللبنانيّة، إنّ “العدوّ الصهيوني بدأ هذا العدوان وعليه أن يتوقّع قتالنا من دون توقّف، انشالله حتّى النصر. لا مهادنة بعد هذا القصف، لا مهادنة بعد هذا العدوان”.

وأكّد: “لا خطوط حمراء لهذه المعركة (..) ستكون تلّ أبيب أيضًا أحد الأهداف التي ستقع تحت طائلة صواريخ المقاومة وكافّة المدن الصهيونيّة”.

العدو يجب أن “يدفع الثمن”
وقال المتحدّث باسم حركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزّة فوزي برهوم في بيان إنّ “العدوّ الإسرائيلي مَن بدأ التصعيد على المقاومة في غزّة وارتكب جريمة جديدة وعليه أن يدفع الثمن ويتحمّل المسؤوليّة الكاملة عنها”.

وأضاف: “المقاومة بكلّ أذرعها العسكريّة وفصائلها موحّدة في هذه المعركة وستقول كلمتها وبكلّ قوّة، ولم يعد ممكنًا القبول باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه”.

كذلك، توعّدت كتائب “عزّ الدين القسّام”، الجناح المسلّح لحركة “حماس”، في بيان، بأنّ “دماء أبناء شعبنا ومجاهدينا لن تذهب هدرًا، وستكون لعنة على الاحتلال”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنّ قوّات الأمن تتحرّك “ضدّ إرهابيّي الجهاد الإسلامي للقضاء على التهديد الذي يُشكّلونه على مواطني إسرائيل”.

وجاء تنفيذ الجيش الإسرائيلي لهذه الضربات وسط مخاوف من وقوع هجمات من قطاع غزّة بعد اعتقال القيادي في “الجهاد الإسلامي” باسم السعدي في وقتٍ سابق هذا الأسبوع في مخيّم جنين، بالضفّة الغربيّة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان: “لأعدائنا، وخصوصًا المسؤولون في حماس والجهاد الإسلامي، أشدّد على أنّ الوقت المتاح أمامكم معدود. التهديد (على جنوب إسرائيل) سيُزال بطريقة أو بأخرى”.

ومنذ الثلثاء، أغلقت إسرائيل المعابر المستخدمة للبضائع والأشخاص على طول حدودها مع غزّة، متذرّعة بمخاوف من أعمال انتقاميّة بعد اعتقال السعدي.

كذلك، فرض الجيش قيودًا على الحركة في المستوطنات الإسرائيليّة المتاخمة لغزّة.

وحذّر المدير العام لمحطّة توليد الكهرباء الوحيدة في غزّة الخميس من خطر توقّفها الوشيك بسبب نقص الوقود في ظلّ الإغلاق الإسرائيلي الكامل للقطاع.

ويعيش في القطاع 2,3 مليون نسمة وسط حصار جوّي وبرّي وبحري تفرضه إسرائيل منذ عام 2007 عندما سيطرت حركة “حماس” على غزّة.

ويُعاني أكثر من ثلثي سكان القطاع الساحلي من الفقر بينما تتجاوز نسبة البطالة فيه 43%.

شاهد أيضاً

عائلات الرهائن لهاليفي: الضغط العسكري يقتل أبناءنا

دار حوار “مشحون” بين عائلات الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة مع رئيس الأركان هيرتسي هاليفي …