انتشار شلل الأطفال في نيويورك
2022-08-12
كشف مدير المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الدكتور خوسيه روميرو عن أن حالة شلل الأطفال التي تم تحديدها في نيويورك الشهر الماضي “مجرد قمة جبل جليدي”، ومؤشر على أن “وجود مئات الحالات المنتشرة في المجتمع”.
وأوضح، في حديث للـ”CNN”، أنّ “غالبية المصابين بشلل الأطفال لا تظهر عليهم أعراض، وبالتالي يمكنهم نشر الفيروس من دون علمهم. سيكون انتشاره احتمالاً قائماً دوماً لأنّه سيكون صامتاً”.
وتمّ تشخيص الحالة في مقاطعة روكلاند، حيث تشير البيانات إلى أنّ معدل التطعيم ضد شلل الأطفال فيها منخفض جداً.
وسافر فريق من محققي الوكالة إلى المقاطعة من مقرّها الرئيسي في أتلانتا، الأسبوع الماضي. وأعرب الفريق عن قلقه من انتشار شلل الأطفال بسرعة كبيرة، ذلك أنّ شلل الأطفال قد يتسبّب بالموت وشلل غير قابل للشفاء.
ويتمتّع معظم الأشخاص في الولايات المتحدة بالحماية بفضل التطعيم. ومع ذلك، قد يكون آخرون عرضة للفيروس لأسباب عدّة. إذ يعتبر الأشخاص غير المحصّنين وغير الملقّحين الأكثر عرضة للخطر، لاسيّما أنّ معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال في مقاطعتَي روكلاند وأورانج المجاورة، شمال مدينة نيويورك، تبلغ 60% مقارنة مع نسبة 93% على الصعيد الوطني. ويمكن أن تكون مناعة بعض الأشخاص ضعيفة رغم تطعيمهم بالكامل.
تعتبر حالة شلل الأطفال في مقاطعة روكلاند الأولى المشخّصة في الولايات المتحدة منذ حوالي عقد من الزمن. وقد اكتشف الفيروس في مياه الصرف الصحي في هذه المقاطعة ومقاطعة أورانج المجاورة. ورُبطت العينات الإيجابية وراثياً بالحالة الفردية. لكن، لم يبلّغ عن أي حالات أخرى في الولايات المتحدة.
وفق المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، لا تظهر الأعراض على حوالي 3 من كل 4 أشخاص مصابين بشلل الأطفال، غير أنّ هؤلاء يمكنهم نقل الفيروس للآخرين. وبالنسبة إلى باقي الأشخاص، يعاني معظمهم من أعراض مثل التهاب الحلق أو الصداع، اللذين يمكن التغاضي عنهما بسهولة أو الخلط بينهما وبين أعراض أمراض أخرى.
ويُصاب عدد صغير نسبياً بالشلل، أي حوالي 1 من كل 200 شخص، فيما يفارق الحياة عدد قليل من المصابين بالشلل لعدم تمكّنهم من التنفس.
وفي أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، أدّى تفشي شلل الأطفال إلى إعاقة معدل 35 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة. وبدأت حملة التطعيم عام 1955، وسرعان ما تراجع عدد الحالات المسجّلة على أثرها.
اليوم، أصبح هناك جولة كاملة من اللقاحات ضد شلل الأطفال، أي 4 جرعات تتراوح بين شهرين و6 سنوات، وتعد فعالة بنسبة 99% على الأقل، بحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. لكن، هناك بعض المجموعات الصغيرة التي تخلّفت عن تلقيح أطفالها ضد الفيروس خلال العقود الأخيرة.