الإثنين , ديسمبر 23 2024

هل يفقد مشروع وسط مادبا رونقه؟

مع اختيار مدينة مادبا عاصمة السياحة العربية للعام الحالي 2022، اتجهت الأنظار نحو مشروع تطوير وسط مادبا السياحي والتراثي، من حيث إمكانية ربطه بالحدث، وإيلاؤه مزيدا من الاهتمام وإبرازه على خريطة الاستثمار بما يوفر قيمة إضافية للمدينة ويتيح فرص عمل لأبناء المحافظة.

ووفق مواطنين وتجار، فإن هذا المشروع ورغم فكرته القيمة، الا انه وفي وضعه الحالي لم يجنِ أي ثمار تعود بالفائدة والنفع على أبناء المدينة، حتى أنه فقد طابعه التراثي الذي أقيم من أجله، مدللين على ذلك أن معظم المشاريع الاستثمارية في القطاع السياحي والتي ارتبطت بالمشروع أغلقت، وخصوصا في الشارع السياحي الممتد من مركز زوار مادبا، باتجاه كنيسة سان جاورجس “الخارطة”.

ولفتوا إلى أن منطقة وسط المدينة “قلب المشروع” تحتاج إلى اعمال متابعة وصيانة كاملة مجدداً، واغلاق المنطقة بالكامل أمام حركة سير السيارات، من أجل الحفاظ على طابعها التراثي، خصوصاً وأنها منطقة مؤهلة لجذب الاستثمارات السياحية والتجارية على اعتبارها تضم مواقع أثرية وسياحية منها كنيسة الخارطة التي يؤمها السياح بشكل يومي.

واضافوا أن المشروع على أرض الواقع فقد طابعه التراثي وقيمته السياحية، ويعود ذلك بحسبهم إلى “سوء عملية تنظيم الحركة المرورية التي الحقت اضرارا في الشوارع المبلطة”.

وأبدى المواطن خالد القعايدة استياءه من إزالة المقاعد على جنبات الطرق، معتبرا ان ذلك ادى الى تشويه جماليات المنطقة، داعيا الى أهمية إعادة تركيب المقاعد في الأماكن المخصصة لها، وعمل صيانة دورية لأعمدة الإنارة، ووضع حاويات للقمامة، لتكون المدينة أكثر نظافة أمام أبنائها قبل السياح.

وحمل المواطن حازم محمد مسؤولية ما حدث من تراجع لجمالية المشروع الى الجهات المعنية التي وفق قوله “أهملته عبر سنوات ماضية”، ما أدى الى تحول منطقة المشروع كأي حي أو منطقة من مناطق المدينة وفقدت تميزها التراثي والسياحي.

ويبدي المواطن محمد نايف الشوابكة استهجانه من السماح للمركبات بالسير على الشوارع المبلطة ضمن منطقة المشروع، والتي أسهمت وفق تعبيره “بتخريب البلاط الحجري، دون إجراء أي أعمال صيانة لهذه الشوارع”، إضافة إلى إعاقة سير المشاة على الأرصفة وضيق سعة الشوارع، مشيراً إلى عدم صيانة الأعمدة التراثية سريعة الخراب.

اللافت انه رغم كل هذه الانتقادات، إلا أن عددا من السياح أبدوا إعجابهم بمراحل التطور ومدى المحافظة على الإرث التراثي لمنطقة وسط المدينة.

وأبدى السائح الإيطالي فرانكو ألبيرتو دهشته عند زيارته المدينة، وتجواله في شوارعها، قائلا “إنه ورغم الازدحام والضوضاء إلا أنه مرتاح جداً”، متمنيا وعلى حد قوله “أن يمضي عمره هنا عند هؤلاء الأشخاص الطيبين”، معبراً عن “أسفه من الفكرة المأخوذة عن السياح الأجانب بأنهم يأتون إلى هذه البلاد للاطلاع على المواقع الأثرية أو لتأدية الصلوات في موقع ديني او الحج، لكن ليس الكل يعمل ذلك، بل هناك أشخاص كثيرون يستهويهم الاطلاع على الثقافات والعادات والتقاليد للبلدان التي يزورونها”.الغد

شاهد أيضاً

إسرائيل تعزز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن بإقامة حواجز رملية

قامت إسرائيل بتعزيز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن من خلال إقامة حواجز رملية، وذلك …