السبت , سبتمبر 21 2024

حقيقة علاجات أمراض السرطان البديلة

مع انطلاق حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي بداية “أكتوبر الوردي” وفق ما يجري تداوله بهذه المناسبة في العالم، والتي تأتي في شهر تشرين الأول (اكتوبر)، بدأت إعلانات أطباء ومراكز صحية تغزو وسائل إلكترونية للترويج لما يسمى بـ”الطب البديل” في علاج سرطانات “أنثوية “وأخرى “ذكورية”.

هذا الاستغلال للشهر العالمي الذي يدعو دول العالم للتركيز على الكشف المبكر، لإنقاذ حياة النساء من سرطان الثدي وبعض أنواع الأمراض السرطانية المنتشرة التي باتت تتجسد في إعلانات مصورة، تدعي الشفاء وتخفيف الألم، مدعمة بدراسات علمية باللغة الإنجليزية، مفادها أن “هذه الدراسات أجريت تحت المراقبة الطبية، نظرا لحساسية المرض”.

وفي وقت تنتشر فيه نتائج الدراسات عن فوائد الطرق التقليدية (الحجامة)، وتتجاهل أضرارها الصحية، تزدهر إعلانات لبعض أطباء ومراكز علاجية عبر مواقع على صفحات التواصل الاجتماعي وبالذات (فيسبوك)، تؤكد “أن الحجامة تخفف الشعور بالألم عند مرضى السرطان، بخاصة سرطانات الثدي والكبد والرئة والأمعاء والعظام والمعدة”، بينما ذهبت إعلانات أخرى لأطباء، بأن “الحجامة فعلا ناجعة لتخفيف الألم لمصابات سرطان الثدي، اذا امتد الألم إلى اليدين”.

كما ذهبت فيديوهات لبعض الأطباء المرخصين للزعم بأن “الحجامة تساعد على شفاء المرضى من السرطان، لكن شريطة ألا تكون مصاحبة للعلاج الكيماوي”، وهذه وسيلة يستخدمها هؤلاء لإقناع المريض للعلاج بالحجامة، وفي الوقت ذاته إظهار الحرص على سلامتهم، والقرار النهائي يكون بيد المريض للقبول بالعلاج بهذه الطريقة.

ومنذ انتشار إعلانات طبية مضللة، تروج لعلاجات تقليدية في علاج السرطان عبر شبكات التواصل، وأصوات أطباء وخبراء في علاج الأورام والسرطان، تدق ناقوس الخطر وتذكر الجهات الرقابية بدورها في وقف من يزعمون بعلاج السرطان وفق طرق تقليدية، ولم يجر اختبارها علميا واصفينها بـ”المهزلة”.

كما طالبوا بإجراءات ملموسة لوقف الإعلانات التي تروج لمثل هذه العلاجات، ومحاسبة من يقدمون على ذلك في الوسائط الإلكترونية، لافتين إلى أن وزارة الصحة صاحبة السلطة التنفيذية في هذا الأمر “أذن من طين والأخرى من عجين”، في وقت تنتظر فيه وحدة الجرائم الإلكترونية وهيئة المرئي والمسموع، من يدق الجرس ويتقدم بشكوى رسمية، تدفعهم للتحرك.

ووسط هذا “التراخي”، وفق قولهم، بات هؤلاء الخبراء يعولون كثيرا على وعي المواطن الذي يتعرض باستمرار لإعلانات قد تغريه في التواصل معها من أجل الحصول على الشفاء من أمراض سرطانية، يجب في الأساس العلمي، أن تخضع لبروتوكولات وعلاجات وأن يتابعها مختصون خطوة بخطوة.

بيد ان وزارة الصحة تعتبر أن امتهان طرق علاج كاسات الهواء (الحجامة)، أو أي من أنواع العلاجات التقليدية او الشعبية لامراض غير مزمنة او سرطانية، مهن غير صحية، ولا تستلزم اصدار شهادة مزاولة مهنة من الوزارة، مشيرة الى ان اي مخالف سيحول الى المدعي العام، وفق تصريح لمدير مديرية تراخيص المهن والمؤسسات الدكتور امين المعايطة.

وأكد المعايطه “ان مديرية التراخيص تلقت شكاوى من قبل مرضى بهذا الخصوص، لكنه “ليس من صلاحياتنا ان نراقب علاجات غير مرخصة في المنازل”.

وبين انه يمكن للمتضرر ان يقدم شكوى ضد المخالفين الى المدعي العام، اذا تسبب العلاج بخطر على صحة المريض وملاحقتهم امنيا كونهم يتاجرون بصحة الناس.

واوضح انه سيتم عمل اجتماعات بين وزارة الصحة مع وزارة العمل(هيئة تنمية المهارات) لوضع قيود على مثل هذة الممارسات المخالفة.

اما مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور، فذهب وفق رأيه العلمي إلى خطورة العلاجات التقليدية على صحة مرضى السرطان، ممن يخضعون للعلاج خطوة بخطوة في المركز على يد اختصاصيين وكوادر طبية مؤهلين ومدربين، ويعطون أدوية مرخصة ومثبتة فاعليتها عالميا.

ولن يقتصر الأمر على نشر التوعية بين المواطنين للسيطرة على أي جهة تستغل المرضى وتخاطب عواطفهم، بل تمتد الى ملاحقتهم أمنيا، وفق قول الدكتور منصور.

وشدد منصور على الدور التكاملي بين كافة الجهات الرسمية والنقابية، للتصدي لهذه الظاهرة المتجددة في الأردن، مستغربا ممن يستغلون الحملات التوعوية لتشجيع الكشف المبكر عن السرطان، وبالذات الثدي خلال هذا الشهر، وتوجيهها في الاتجاه غير الصحيح؟

رئيس جمعية الأورام الأردنية الدكتور سامي الخطيب، أكد ، بأن هذه الممارسات التقليدية وبالذات الحجامة، ليس لها أي أساس علمي، مطالبا الوزارة بإيقاف من يستغل المرضى بها، لأنها تتعلق بحياتهم وصحتهم.

وأكد الخطيب، أن هذه الطرق “الشعبية”، حتى وإن نشرت دراسات وأبحاث حولها، قد تكون غير علمية او مثبتة، غير ان بعض من ينشرها يكون هدفه إيهام المرضى وإقناعهم بأي طريقة، لتحقيق الكسب المادي فقط، مؤكدا أن مريض السرطان وطرق علاجه، يخضع لعدة بروتوكولات عالمية، بينما الطرق غير العلمية تتسبب بتأخير العلاج ويقلل من نسبة الشفاء.

واتفق برأيه استشاري الأمراض السرطانية الدكتور محمود سرحان مع الخطيب، من حيث أهمية التصدي لمن يستغل المرضى عاطفيا وماديا، غير أنه ركز على استمرارية الحملات التوعوية للمرضى وذويهم، بالإضافة لتشديد العمليات الرقابية على المخالفين، وهذه الظواهر منتشرة في الأردن والوطن العربي.

ولا بد من التركيز، على تحسين الوعي العام حول أعراض السرطان، وتشجيع الناس على طلب الرعاية عندما تنشأ لديهم تلك الأعراض، وفق سرحان.

أما عضو لجنة الشكاوى السابق في نقابة الأطباء محمد حسن الطراونة فشدد على “أهمية إعادة ضبط القطاع الطبي في الأردن، حتى لا يخسر الأسواق العلاجية العربية”، مبينا “أن تطبيق القوانين بصرامة يوقف مسلسل الترويج الإلكتروني لمدعي الطب، بحيث أن تعدد المرجعيات يضعف العمل الرقابي”.

شاهد أيضاً

كتلة هوائية رطبة تبدأ تأثيرها اليوم مع احتمالية زخات مطرية صباح الإثنين

تتعرض المملكة اليوم الأحد لكتلة هوائية لطيفة الحرارة ورطبة قادمة من شرق البحر الأبيض المتوسط، …