أوكرانيا تنجو من كارثة نووية
2022-11-22
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن أوكرانيا نجت من كارثة خلال قتال وقع في مطلع الأسبوع عند أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، استخدم فيه وابل من القذائف سقط بعضها بالقرب من مفاعلات وألحق أضراراً بمبنى لتخزين النفايات المشعة.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا أمس الإثنين الاتهامات بالمسؤولية عن ما لا يقل عن 12 انفجاراً قرب محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، والتي تخضع للسيطرة الروسية منذ الأيام الأولى لغزو البلاد في 24 شباط (فبراير).
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى ضمان الحماية من “التخريب الروسي” للمنشآت النووية. وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة النووية الروسية التي تديرها الدولة (روس أتوم) إنه ناقش القصف الذي وقع الأحد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإن هناك مخاطر من وقوع حادث نووي.
جاء الهجوم في الوقت الذي اندلعت فيه المعارك شرقاً بعد تحركات القوات الروسية في منطقة دونباس الصناعية من محيط خيرسون التي استعادتها القوات الأوكرانية في جنوب البلاد في الآونة الأخيرة.
ورأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن من أطلق النار على المحطة “يخاطر بشدة ويقامر بأرواح الكثير من الناس”.
وتفقّد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموقع، ولفتت الوكالة إلى أنهم اكتشفوا خلال جولتهم أضراراً واسعة النطاق لكن من دون الإضرار بالأنظمة الأساسية للمحطة.
وأضافت الوكالة في بيان صدر مساء أمس الإثنين “تمكنوا من تأكيد أنه، على الرغم من شدة القصف، بقيت المعدات الرئيسية سليمة ولا توجد مخاوف فورية تتعلق بالسلامة أو الأمن النووي”.
ولم يتسن لرويترز حتى الآن تحديد الجانب المسؤول عن القصف. كما أصابت الهجمات أيضاً بركة للتبريد وكابلا لأحد المفاعلات وجسراً إلى مفاعل آخر، وفقاً لفريق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على الأرض استند إلى معلومات قدمتها إدارة المحطة.
وأضاف غروسي في بيان في ساعة متأخرة من مساء الأحد “كنا محظوظين لعدم وقوع حادث نووي قد يكون خطيرا. في المرة المقبلة ربما لا نكون محظوظين إلى هذه الدرجة”. وأضاف “نتحدث عن أمتار وليس كيلومترات”.
وأثار القصف المتكرر للمحطة خلال الحرب مخاوف من وقوع كارثة خطيرة في البلاد التي عانت من أسوأ حادث نووي في العالم، وهو انفجار في محطة تشرنوبيل عام 1986.
ولفتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن مستويات الإشعاع لا تزال طبيعية ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وقال غروسي إنه بينما لم يكن هناك تأثير مباشر على أنظمة الأمن والسلامة النووية، “فقد كان القصف قريبا بشكل خطير”.
ضربات صاروخية
شمل رد روسيا على انتكاساتها العسكرية في الأسابيع الماضية إطلاق وابل من الضربات الصاروخية، العديد منها على منشآت الطاقة فيما تسبب في انقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء البلاد مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
ولفت زيلينسكي إلى أن الصواريخ الروسية عطّلت نصف طاقة إنتاج الكهرباء في البلاد.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن غروسي تحدث إلى زعماء العالم وأكد لهم الحاجة إلى إنشاء منطقة حماية من أجل السلامة والأمن النووي حول زابوريجيا.
وأشارت وكالة إنترفاكس للأنباء بأن الرئيس التنفيذي لروس أتوم أليكسي ليخاتشيف قال إن الوكالة النووية الروسية أجرت مفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “طوال الليل”.
وتسيطر روس أتوم على المنشأة من خلال شركة تابعة لها منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين روسيا في أكتوبر تشرين الأول بالاستيلاء رسمياً على المحطة ونقل الموظفين الأوكرانيين إلى كيان روسي. وتقول كييف إن نقل الأصول يصل إلى حد السرقة.
وتسيطر كييف على الأراضي الواقعة قبالة محطة زابوريجيا على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو.
ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى أن أوكرانيا أطلقت النار على خطوط الكهرباء التي تزود المحطة. وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية إنرجو أتوم إن الجيش الروسي قصف الموقع واتهمته بالابتزاز النووي والقيام بأعمال “تعرض العالم كله للخطر”.
معارك عنيفة
انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا قبل عشرة أيام في واحدة من أكبر الانتكاسات بعد خروجها من إقليم خاركيف في الشمال الشرقي في أيلول (سبتمبر) وإبعادها عن العاصمة كييف في أبريل نيسان.
وتعمل موسكو على تعزيز المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، وتضغط بحملة على امتداد خط المواجهة غربي مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها وكلائها منذ عام 2014.
وأعلن الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين أن القوات الروسية حاولت إحراز تقدم حول باخموت وأفدييفكا في دونيتسك وقصفت بلدات قريبة.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك إن روسيا تقصف خيرسون عبر نهر دنيبرو.
وكتب على تويتر “لا يوجد منطق عسكري: يريدون فقط الانتقام من السكان المحليين. هذه جريمة حرب كبرى”. وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا فيما تسميه “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا.
وأفاد مكتب المدعي العام الأوكراني أمس الإثنين بأن الشرطة وممثلي الادعاء حددوا أربعة أماكن في خيرسون يشتبهون في أن القوات الروسية عذبت فيها أناسا قبل أن تغادر المدينة. وتنفي موسكو ارتكاب قواتها لانتهاكات في المناطق التي تحتلها.