الثلاثاء , ديسمبر 24 2024

العبادي : سندفع الثمن غاليا

انتقد وزير أردني سابق دولة عربية في الترويج لبعض المشاريع التطبيعية بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي، قائلا إنه لا “يفهم دور هذه الدولة التي تعمل وكأنها وسيط أو سمسار من خلال القيام بمشاريع مصدرها إسرائيل بينما تكون هي في الواجهة أحيانا”.

وأضاف السياسي الأردني البارز ونائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي، في مقابلة خاصة مع “عربي21”: “هل يمكن لهذه الدولة أن تساعدنا كإخوة لها في هذا النهج حتى لا نعتمد على إسرائيل التي تطمع كثيرا في فلسطين وفي الأردن أيضا؟”.

وحول الأوضاع الداخلية قال العبادي إن “النظام الأردني الآن قوي ومتماسك لدرجة كبيرة جدا، وكل التجارب السابقة التي حدثت خلال الأعوام العشرة الماضية أعطته قدرة ومناعة تجعله قادرا على الاستمرار في الحكم”.

وقال العبادي إن الإصلاحات المطلوبة هي الحريات العامة، وعلى رأسها حرية الإعلام، وحرية الحصول على المعلومات، والانتخابات النزيهة الحرة، وهنا يحضرني تصريح قاله الرئيس التركي السابق، عبدالله غول، والذي أكد فيه أنهم نجحوا لأنهم احترموا شرف صناديق الاقتراع؛ فهذا هو المدخل الحقيقي لأي إصلاح وأي تقدم، وبالتالي فلا بد من وجود حريات حقيقية، وانتخابات نزيهة، وقضاء مستقل وعادل.

وحول اعلان النوايا الموقع بين الأردن والاحتلال والإمارات بخصوص المياه والكهرباء ، قال العبادي :” أنا لا أعرف مدى قانونية إعلان النوايا، وهل هو مُلزم للأردن أم لا؟ لكني أعتقد أنه غير مُلزم في نهاية المطاف، وأرى أن الشعب الأردني ضد هذا الإعلان الباطل كما هو ضد اتفاقية “الماء مقابل الكهرباء”؛ فالشعب الأردني يرفض تماما مثل هذه الاتفاقيات ولا يريدها مطلقا، لأنها اتفاقيات مغموسة بالاستعباد من قِبل الكيان الصهيوني، بينما هناك بدائل أخرى كثيرة عن الاعتماد على إسرائيل، ولدينا 3 ملايين شخص غير أردنيين على الأرض الأردنية، وعدد سكان الأردن حوالي 6.5 مليون مواطن، يعني أن هناك نحو 30% من السكان غير أردنيين ويمكن أن يعود منهم مليونين إلى بلادهم ويتراجع عدد السكان بالتبعية، وهو ما سيؤدي إلى تخفيف أزمة المياه بنسبة 20% على الأقل إن لم يكن 30%. لذلك، أنا أؤيد تماما الشعب الأردني الذي يرفض هذه الاتفاقيات وإعلانات النوايا”.

وأضاف :”أعتقد أننا سندفع الثمن غاليا إذا تم تفعيل هذه الاتفاقية على أرض الواقع، والثمن سيكون مُكلفا لنا ماديا، ولن تحمل تلك الاتفاقية أي نجاح أو فائدة” ، مشيرا الى أن الثمن الذي سندفعه هو مزيد من المديونية.

وحول قناة بن غوريون التي أعلن الإحتلال عن إقامتها ، بين العبادي أن هذه القناة تُشكّل خطرا حقيقيا على الأردن، لكن الخطر الأكبر على الشقيقة الكبرى مصر التي تصل إيراداتها المالية إلى نحو 7 مليارات دولار سنويا من قناة السويس، وبالتأكيد هذه القناة الإسرائيلية ستؤثر سلبا على الاقتصاد المصري، ومع ذلك لا يضيع حق وراءه مطالب.

شاهد أيضاً

إسرائيل تعزز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن بإقامة حواجز رملية

قامت إسرائيل بتعزيز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن من خلال إقامة حواجز رملية، وذلك …