الأداء المطري الحالي يُعاني من نقص هذا العام
2022-12-17
تدخل مربعانية الشتاء يوم الثاني والعشرين من كانون الأول، الذي يُصادف الانقلاب الشتوب فلكياً و بدء فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بحيث تُشكل المربعانية عادةً ما نسبته 30% من المجموع الموسم المطري العام على مُستوى المملكة. و تُشير بيانات الأرصاد الجوية بأن الأداء المطري الحالي وحتى تاريخه يُعاني من نقص في كميات الأمطار المُفترض أن تكون هاطلة لمثل هذا الوقت من العام في أغلب المناطق بإستثناء المناطق الجنوبية الشرقية.
وتُشير نتائج تحليل ذات البيانات أن المناطق التي تتركز بها السدود في الأردن (شمال و وسط المملكة) تُعاني بُرمتها من ضُعف في الأداء المطري عدا جرش ومأدبا، فمثلاً بلغ الأداء المطري في إربد حول 28%، بينما تراوح الأداء المطري في علجون والبلقاء و العاصمة و الطفيلة ما بين 59-66%، في حين انخفض الأداء المطري بشكل كبير في الكرك مُسجلاً قيماً مُتواضعة للغاية بلغت 26%. وعلى غرار ذلك تشهد المناطق الجنوبية الشرقية موسماً مطرياً مُميزاً، فمثلاً تجاوزت محطة معان 70% من المُعدل الموسمي كاملاً (ما تحقق من كمية المطر الفعلية الهاطلة في هذا الموسم المطري مع المُعدل السنوي المطري كاملاً والذي ينتهي في شهر مايو/أيار)، أي بعبارة أخرى أن أكثر من ثُلثي المُعدل المطري قد هطل من المطر ما يهطل في ذات المنطقة على مدار أكثر من خمسة شهور.
وبالرغم من الأداء المطري الضعيف حتى تاريخه، إلا أن الوضع المطري الحالي لعام (2022/2023) يُعتبر أفضل نسبياً من وضع الموسم الماضي (2021/2022) في أغلب مناطق المملكة بحسب بيانات البنك المُناخي للأرصاد الجوية الأردنية، وأكد المُختصون في مركز “طقس العرب” بأن المجموع النهائي للموسم المطري لا يعتمد على الأمطار الهاطلة فقط خلال فصل الخريف، وأن هُناك العديد من المواسم المطرية كانت ضعيفة في فصل الخريف في حين أن مربعانية الشتاء عوضت هذا الجفاف و كانت المجاميع المطرية النهائية للموسم تنتهي بكميات أمطار حول أو حتى أعلى من المُعدلات الموسمية، إذ تُشكل المربعانية ما نسبته 30% من مجموع الموسم المطري العام على مستوى المملكة.
ويعود السبب الرئيسي لضعف الأداء المطري في الأردن خلال هذه الفترة هو غياب الحالات الجوية بِشقيها (المُنخفضات الجوية أو حالات عدم الاستقرار الجوي)، وذلك بسبب تدفق لهواء قطبي شديد البُرودة نحو مناطق مُختلفة من القارة الأوروبية خلال الأيام الماضية و بخاصة الأجزاء الغربية منها، حيث تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي (السالب) في العديد من العواصم الأوروبية و تساقطت الثلوج في أجزاء عديدة منها بما في ذلك العاصمة البريطانية لندن. و في المقابل و في مثل هذه الأنماط الجوية، تتأثر مناطق شرق القارة الأوروبية و غربي القارة الآسيوية بمُرتفعات جوية، وهذا الأمر أدى إلى عدم وصول الكتل الهوائية الباردة المُسببة للمُنخفضات الجوية و حالات عدم الاستقرار إلى منطقة بلاد الشام و ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من مُعدلاتها المُعتادة بكثير.