تكنولوجيا أمريكية في جسد المسيرات الإيرانية .. كيف ذلك؟
2022-12-23
على مدار الأشهر الأخيرة، لم يغب الجدلُ بشأن المسيرات الإيرانية التي تستعين بها روسيا في عملياتها القتالية في أوكرانيا، لكن ما استجد الآن هو الحديث عن استخدام تكنولوجيا الغرب في صنع هذا النوع من الطائرات.
تحقيق أمريكي موسع.
فبحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن مسئولين أمريكيين مطلعين، فإن إدارة الرئيس جو بايدن فتحت من خلال فريق عمل، تحقيقًا موسعًا في وصول مكونات أمريكية وغربيةٍ إلى الطائرات المسيرة الإيرانية.
وذكرت الشبكة أن معظم الوكالات الأمريكية تشارك في فريق العمل، وعلى رأسها وزارات الدفاع والخارجية والعدل والتجارة والخزانة.
ويشير المسئولون المطلعون – وفق سي إن إن – إلى أن من بين مهامِ فريق العمل، إخطارَ جميع الشركات الأمريكية التي تم العثور على مكوناتٍ لها في الطائرات المسيرة.
كما سيزود ذلك الفريق، المشرعين في الكونجرس بقائمة لهذه الشركات من أجل فرض مزيد من المساءلة وحثها على مراقبة صادراتها.
وبحسب ما تكشف في هذا الأمر، فإن فحص عدد من الطائرات المسيرة التي أسقطها الجيشُ الأوكراني، أظهر أن اثنين وثمانين 82 % في المائة من مكوناتها صنعتها شركات أمريكية.
وأظهر الفحص أيضا، أن تلك المسيرات الإيرانية تحتوي على أجهزة استشعار تكتيكية عالية الجودة وأشباهِ موصلات تم انتاجها في الولايات المتحدة.
كما كشف عن أن مكوناتٍ هذه المسيرات صنعت من قبل سبعين شركة في ثلاثة عشر بلدا، وأن إحداها تحتوي على بطاريات يابانية ومحرك نمساوي.
ويتزامن ذلك، مع معلومات استخباراتية أمريكية أفادت بأن روسيا تتهيأ لفتح مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة في إطار صفقة مع إيران.
ورغم تخوفات واشنطن من نقل مخططاتِ ومكونات تلك الطائرات إلى موسكو، إلا أن مصادر تستبعدُ اعتزام إدارة بايدن فرضَ قيودٍ جديدة على تصدير المسيّرات الإيرانية .. ليطرح التساؤل إذا.. ألم تعد أمريكا قادرةً على منع استغلال تقنياتها حتى من قبل الخصوم؟.
تكنولوجيا المسيرات الإيرانية
ومن واشنطن، قال المسئول السابق في البنتاجون، داكوتا وود، إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تحاول منع نقل مثل هذه التكنولوجيا إلى الدول وخصوصًا المستخدمة في المسيرات الإيرانية.
وأضاف داكوتا وود خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن إيران حصلت على هذه التقنيات الحديثة، وعلى أشباه الموصلات، عن طريق بعض الشركات الخاصة، مشيرا إلى أن تعقب هذه التكنولوجيا أمر صعب للغاية، ولكن يمكن معاقبة من قام ببيعها إلى إيران.
كما أوضح المسئول السابق في البنتاجون أن الجيش الأوكراني أسقط العديد من المسيرات الإيرانية، فيما قام فريق من الخبراء التقنيين بتحليل هذه القطع لمعرفة من وراء بيع هذه التكنولوجيا المتطورة إلى إيران.
نقل التكنولوجيا الغربية
ومن طهران، قال رئيس نقابة مديري مراكز الأبحاث والدراسات الإيرانية، الدكتور عماد أبشناس، إن إيران تستخدم أي تكنولوجيا تحصل عليها، ولكن لا يجب أن ننسى أن طهران تعتمد على التقنيات الغربية منذ وقت بعيد.
وأضاف أبشناس أن أكبر المهندسين في إيران تعلموا في الغرب، ونتيحة لذلك فقد نقلوا هذه التكنولوجيا الغربية إلى الداخل الإيراني.
كما أوضح رئيس نقابة مديري مراكز الأبحاث والدراسات الإيرانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تزود إيران بأي تكنولوجيا حديثة.
وأشار إلى أن إيران استفادت وطورت من عمل التكنولوجيا الموجودة في الأسواق الغربية.
وتابع بالقول:” كان هناك جدل بين الصين وإيران وروسيا على جدوى ما تريده إيران من أسلحة لتطويرها”.
معادلات النزاعات الإقليمية
ومن عمان، قال المحلل العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد الثلجي، إن العالم دخل حقبة جديدة من الحروب الحديثة، حيث باتت المسيرات أداة ورقمًا صعبًا في معادلات النزاعات الإقليمية والدولية.
وأضاف اللواء محمد الثلجي، أن المسيرات الإيرانية أحدثت تحولا استرتيجيا في المجال العسكري، مما يعزز من النفوذ السياسي، والدبلوماسي للدول، مشيرا إلى خطورة السيطرة والهيمنة على الإقليم.
كما أوضح اللواء محمد الثلجي أن المسيرات نجحت في التفوق العسكري لطرف على حساب الأخر، مؤكدا أن ما حدث في سوريا دليل على أن المسيران أعطت الدول نفوذا في فرض وجودها.