شبان يؤمنون الناس باحتياجاتهم رغم البرد القارس والثلوج
2022-01-27
لم تثن غزارة الأمطار الشاب العشريني محمد الشرفاء عن مواصلة طريقه الذي يشقه نحو احد المنازل غربي العاصمة عمان، قاصداً إيصال طلبية طعام إلى احد زبائن تطبيق كريم، فالتحديات الاقتصادية الصعبة التي يواجهها تجبره على العمل لأزيد من 16 ساعة يومياً حتى في أحلك الظروف.
الشرفاء الذي يعيل أسرة مكونة من أم وطفلة، ويحمل الشهادة الجامعة الأولى في الرياضيات، يؤكد في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم الخميس، أن فرص العمل على خدمات التوصيل المنزلي هي الملجأ الأول للشباب الأردني الذين لم يشغلوا وظائف تتسق ودراستهم الجامعية، وهي فرصة للانخراط في سوق العمل بدخل تصاعدي ومرونة في العمل مقارنة بفرص تشغيل قد تحكمها قيود كثيرة.
وولج الشرفاء إلى تقديم خدمات التوصيل المنزلي مع بدايات أزمة فيروس كورونا الذي أوقف معه النشاطات الرياضية لفترة لا بأس بها، مقرراً أن الانتظار لن يكون حلاً في ظل وجود حلول تكرس فكرة واحدة وهي أن البحث عن عمل سيكون من خارج الصندوق، مبيناً أن غالبية القائمين على خدمات التوصيل هم من خريجي الجامعات.
“أنا مضطر أن أعمل حتى لو أغلقت الطرق لكي أؤمن قوت يومي” يؤكد الشرفاء، الذي يقول، إن خدمة الناس في هذه الظروف تسمو على التحديات الاقتصادية التي يواجهها، فهي تعزز لديه الإيثار، وتصقله للعمل في الظروف القاسية، مضيفاً أنه لطالما أوصل طلبات الزبائن إلى خزائن المونة المنزلية جراء الظروف الصحية التي يعانيها بعضهم.
أما الطالب الجامعي حمزة الجوابرة، الذي يعمل مع شركة طلبات، يؤكد أن تفهم الزبائن لاحتمال تأخر طلبهم خلال المنخفضات الجوية وأزمات السير يساهم في تخفيف ضغط العمل عنهم في ظل الظروف الجوية التي تواجهها طرق المملكة.
ويقول، إن الشركة تحدث معلومات حالة الطقس على مدار الساعة لدى سائقيها، وتنبههم من المخاطر المحتملة على الطرق، مؤكداً أنها توقف خدماتها عن بعض المناطق في حال وجدت أنها تشكل خطراً على فريق العمل.
ويفتخر الجوابرة بتقديمه لخدمات التوصيل المنزلي للشهر 18 على التوالي، فهو يكسبه الخبرة بانخراطه مبكراً في سوق العمل، ويمنحه قدراً كبيراً من مهارات الاتصال وفن التعامل مع الآخرين، إضافة لتوفيره دخلاً كافياً يمكنه من الوفاء بالمصاريف الجامعية والشخصية.
الأرقام الرسمية تقول، إن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات رخصت 198 شركة توصيل حتى كانون الثاني من العام الجاري، وتعمل منها 65 شركة على توصيل الطعام، وفق مدير وحدة تنظيم البريد في الهيئة سهم الطراونة.
وِأضاف الطراونة أن نحو 20 ألف مركبة تعمل تحت مظلة تلك الشركات، منها حوالي 16 ألف مركبة تقدم خدمات التوصيل المنزلي.
بدوره، يقول نقيب أصحاب المطاعم والحلويات عمر العواد إن نحو 90 بالمئة من المطاعم في العاصمة عمان أغلقت أبوابها جراء الظروف الجوية الحالية، وإغلاقات كثير من الطرق بفعل الثلوج، وهو ما منع وصول العاملين وسائقي التوصيل إلى المطاعم والزبائن.
ويضيف العواد أن 70 بالمئة من طلبات المطاعم خلال الظروف الجوية الاعتيادية تعتمد على شركات توصيل الطعام خاصة بعد انتشار جائحة فيروس كورونا.
مدير الخدمات اللوجستية في شركة طلبات الأردن محمد طلافحة يؤكد أن الشركة تولي سلامة السائقين أهمية قصوى خاصة في ظل الظروف الجوية الصعبة، ويقول إن مسؤولي الميدان في الشركة يحرصون على مواكبة حالة الطقس وتداعياتها باستمرار في مختلف مناطق المملكة حرصا على سلامة السائقين.
ويشير إلى أن الشركة توقف خدماتها عن منطقة ما إذا ما أدركت أن استمرار فعاليتها في تلك المنطقة يشكل خطورة على السائقين، وقد تصل إجراءات إيقاف الخدمات إلى مدينة بأكملها وفق التقييمات الواردة من مسؤولي الميدان في المحافظات.
وتعمل الشركة وفق طلافحة على توفير الراحة والمرونة في العمل لسائقيها عبر تقليص أوقات الدوام في الظروف الجوية غير المواتية للعمل، ومنحهم حوافز مادية بشكل دوري أسبوعي وشهري، معلنا عن مسابقة الأسبوع المقبل تستهدف مكافئة 500 سائق عملوا خلال المنخفض الجوي.
من جهتها، قالت شركة كريم الأردن إن سلامة الكباتن هي أبرز أولويات الشركة، مبينة أنها تتبع الإجراءات التي تضمن سلامتهم في ظل الظروف الجوية الطارئة، بدءا من إيقاف الخدمة في المناطق التي تتعذر الحركة بها لعدم تعريضهم لأي مخاطر محتملة.
وأضافت أنها تقوم بإرسال تعميم إلى جميع سائقيها لتذكيرهم بضرورة الحفاظ على سلامتهم والقيادة بشكل آمن وحثهم على البقاء في منازلهم في حال تعذر عليهم العمل خلال الظروف الجوية الصعبة.
وأشارت الشركة إلى أنها تشعر الزبائن باحتمالية تأخر عملية توصيل الطلب عن الوضع المعتاد لتخفيف أي ضغط محتمل على الكباتن، بحيث لا تكون سرعة التوصيل أولوية كما في الأيام العادية، مركزة جهودها سلامة الكباتن.