الإثنين , ديسمبر 23 2024

محادثات هدنة جديدة

وصل وفد إسرائيلي إلى باريس، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات جديدة تهدف للتوصّل إلى هدنة في غزة، في حين عرض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطة للقطاع لمرحلة ما بعد الحرب تقضي بأن يتولى مسؤولون فلسطينيون محليون لا صلة لهم بحركة “حماس” إدارته.

قتل وجوع

ويأتي هذا التطوّر السياسي في حين استهدفت ضربات جوية مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة، حيث بات الوضع الإنساني بائساً.

وقالت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” إنّ عمليات القصف “أسفرت عن سقوط 110 شهداء خلال الليل” في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي محكم.

وبينما أعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة الضحايا في القطاع إلى 29514، يعرب المجتمع الدولي عن القلق إزاء مصير ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في رفح (جنوب) قرب الحدود المغلقة مع مصر، بينما أفادت الأمم المتحدة بأنّ 2,2 مليون شخص باتوا مهدّدين بالمجاعة.

وقالت ظريفة حمد (62 عاماً)، وهي من سكان بيت حانون ونازحة في مدرسة في مخيّم جباليا شمال قطاع غزة، إنّ “كلّ فئات المجتمع الفلسطيني تعاني معاناة شديدة جدّاً، أولاً وصلنا لحدّ الفقر المدقع ولحدّ الجوع، لا نجد أكلاً ولا شراباً ولا طحين ولا مواد غذائية في السوق”.

وأضافت: “صرنا نأكل الأعشاب كلّ يوم… أطفال يموتون من الجوع، ورجال وشيوخ يموتون من الجوع… كلّ طفل تسأله سيقول لك أنا جائع”.

ويخضع توصيل المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، بينما يدخل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيسي عبر معبر رفح مغ مصر، لكن نقلها إلى الشمال أصبح شبه مستحيل بسبب الدمار والقتال.

“كسر الجمود” في المحادثات

في هذه الأثناء، توجّه وفد إسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد بارنياع إلى باريس “على أمل كسر الجمود” في المحادثات الرامية إلى هدنة جديدة مع “حماس”، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأنّ الوفد وصل بالفعل إلى العاصمة الفرنسيّة، وهو يضم إلى جانب بارنياع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار. ومن المتوقع أن يجتمع مع رئيس الـ”سي آي إي” ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل.

وأشارت “كان” إلى أنّ هناك تقديرات في إسرائيل بوجود فرصة لتحقيق انفراجة في مفاوضات التوصّل إلى اتفاق تطالب “حماس” من خلاله بصياغة آلية لنقل سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله.

وجاء ذلك غداة إجراء بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، الخميس، محادثات في إسرائيل بعد زيارته القاهرة، التي زارها أيضاً هذا الأسبوع رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية.

وفي مواجهة الخسائر البشرية المتنامية، تتواصل المناقشات حول خطة صاغتها قطر والولايات المتحدة ومصر، تنصّ المرحلة الأولى منها على هدنة لمدة ستة أسابيع مرتبطة بتبادل أسرى إسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.

وتقدّر إسرائيل أن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا، من أصل نحو 250 شخصاً خطفوا خلال الهجوم الذي شنّته “حماس” على مستوطنات ومواقع عسكريّة إسرائيلية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر). وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص وفقاً لتل أبيب.

“خطّة ما بعد الحرب”

ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على “حماس” التي تحكم القطاع منذ العام 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”.

وبعد تنفيذه حملة قصف برية وبحرية وجوية على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربّعاً، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً برّياً في شمال قطاع غزة في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، وتقدّم جنوده جنوباً حتى خان يونس، بينما يؤكد نتنياهو عزمه على تنفيذ هجوم برّي في رفح.

وفي وقت متأخر أمس، قدّم نتانياهو خطّة أمام مجلس الوزراء الأمني المصغّر، تتمحور على مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وتنصّ هذه الخطة، التي تشير في مقدّمتها إلى تفكيك “حماس” و”حركة الجهاد الإسلامي” في غزة، على إدارة المنطقة من قبل مسؤولين فلسطينيين محليين، فضلاً عن تفكيك وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وكانت الوكالة محور جدل منذ اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر).

وفي السياق، حذّر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أنّ الوكالة وصلت إلى “نقطة الانهيار”.

وتوظف الأونروا التي تأسست بموجب قرار تمّ تبنّيه في العام 1949، حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلّة ولبنان والأردن وسوريا.

ووفقاً للوثيقة، تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على كل الأراضي غرب الأردن بما في ذلك الضفة الغربية المحتلة وغزة، وهي الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة عليها.

وبالنسبة للأهداف طويلة المدى المذكورة، يرفض نتنياهو “الاعتراف الأحادي الجانب” بدولة فلسطينية. ويقول إن التسوية مع الفلسطينيين لن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، دون تحديد ذلك الطرف الفلسطيني.

ويقترح نتنياهو أن يكون لإسرائيل وجود على الحدود بين غزة ومصر جنوبي القطاع وأن تتعاون مع القاهرة وواشنطن في تلك المنطقة لمنع محاولات التهريب، بما يشمل معبر رفح.

شاهد أيضاً

إسرائيل تعزز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن بإقامة حواجز رملية

قامت إسرائيل بتعزيز تحصيناتها الأمنية على الحدود مع الأردن من خلال إقامة حواجز رملية، وذلك …