مجزرة إسرائيلية باستهداف آلاف الغزيين المنتظرين للمساعدات
2024-02-29
استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب جنوبي غزة، وقتلت ما لا يقل عن 70 شهيدًا منهم وجرحت 600 آخرين، باستخدام قذائف مدفعية وإطلاق النار المباشر، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن قوات الاحتلال ارتكبت عمليات قتل ممنهجة ضد 700 ألف نسمة شمال غزة بالاستهداف والتجويع معا، موضحا أن مجزرة دوار النابلسي راح ضحيتها ما يزيد عن 70 شهيدا و280 إصابة وتشكل تحولا جديدا في مسلسل الإبادة الجماعية.
وأشار إلى أن عشرات الإصابات تنوعت بين حرجة وخطيرة وصلت مجمع الشفاء الطبي، مما قد يرفع حصيلة شهداء المجزرة إلى 100 شهيد على الأقل، موضحا أن الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع حجم ونوعية الإصابات التي تصل إلى مجمع الشفاء الطبي نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية والبشرية.
وطالب القدرة المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي وأوروبي، ودعا إلى توفير ممر إنساني آمن يسمح بوصول المساعدات الطبية والإنسانية والوقود إلى شمال قطاع غزة.
المرصد الأورومتوسطي قال في بيان، إن فريقه الميداني وثق اقتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دموية عندما أطلقت دباباته في نحو الساعة الرابعة والنصف فجر اليوم، القذائف والنار بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجياع الذين انتظروا منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة.
وأكد أن عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات، وأن العشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استهدفوا وهم يحملون كيس الطحين أو كرتونة تحمل معلبات لإطعام أفراد أسرهم الذين أنهكهم الجوع.
ووصل مئات الشهداء والمصابين إلى مستشفى الشفاء الذي يعمل بطاقة جزئية بحسب ما ذكر المرصد، الذي أكد أنه “لا يوجد طواقم طبية كافية وهناك تدافع كبير، واضطر مواطنون للتعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية وسط حالة كارثية ومؤلمة…”.
وأفاد سعيد الريفي “ذهبنا لأخذ المساعدات لاستلام الطحين على البحر، أطلقوا النار تجاهنا، الساعة 4:30 فجر اليوم، بمجرد وصول الشاحنات وتقدم الناس نحوها بدأ إطلاق النار من كل مكان، حدثت مجزرة…”.
وأكد المرصد أن عمليات القتل الجماعي للمدنيين الجياع تأتي في وقت تستمر فيه محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي تفريغ غزة وشمالها من السكان الذين بقوا فيها، عبر إرسال رسائل إليهم أن المساعدات فقط في منطقة المواصي، وعبر الاستمرار في التجويع واستخدامه كسلاح في الحرب الدامية.
وحذر من أن إسرائيل تتعمد تعميق أزمة التجويع الكارثية لجميع سكان قطاع غزة، بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على نحو شديد ومتواصل، ومنع وعرقلة إدخال وتوزيع الإمدادات الإنسانية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، بهدف دفع السكان إلى التهجير القسري من مناطقهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ السابع من تشرين أول الماضي.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي، فإن الإمدادات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في شباط الحالي انخفضت مقارنة مع كانون ثاني بنسبة 50%، على الرغم من تعاظم الاحتياجات الهائلة لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف معيشية بائسة.
وذكر المرصد أن إسرائيل، بدلًا من زيادة وتسهيل إدخال الإمدادات الإنسانية، تعمدت فرض المزيد من القيود على عمل المعابر وآليات إدخال شاحنات المساعدات، وكرست واقع انعدام الأمن بسبب استمرار عملياتها العسكرية وتسببها بانهيار النظام المدني، وهو ما يضاعف من الأزمة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة.
وتحدث عن “صعوبات كبيرة” في إدخال الإمدادات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، في ظل القيود الأمنية الإسرائيلية.
ودعا المرصد، دول، إلى فتح جسر جوي مباشر إلى قطاع غزة، وتنفيذ إنزالات جوية مكثفة ويومية تشمل جميع مناطق القطاع، وبشكل خاص مدينة غزة وشمال القطاع.
وينفذ الأردن باستمرار إنزالات جوية تحتوي مساعدات على القطاع المنكوب.