خاص – الاردن الان – أحمد سلامة: أكد ممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية في الأردن الدكتور محمد حسن الطراونة، أن المجاعة والأمراض المعدية تهدد بوفاة نصف سكان غزة.
وبين في تصريحات خاصة لقناة “الاردن الان” أن الانهيار الذي شهدته البنية التحتية للنظام الصحي في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني، أدى إلى خلق بيئة مهيأة لانتشار الأمراض المعدية وانتقالها لاحقا إلى دول مجاورة.
وأشار إلى أن تقديرات الرابطة الدولية في قطاع غزة تشير إلى وجود حالات متزايدة للأمراض المعدية، مثل التهابات الرئة والإسهال والأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي نوع A، بالإضافة إلى حالات الحصبة وجدري الماء، خاصة بين الأطفال.
ويرجع الدكتور الطراونة هذا الوضع الى الاكتظاظ الشديد في مراكز الإيواء، ونقص المياه الصالحة للشرب واللازمة للنظافة الشخصية، وتدمير شبكة الصرف الصحي وخطوط المياه ونقص الغذاء، وعدم توفر الأدوية العلاجية المناسبة التي ساهمت بانتشار الأمراض المعدية، محذرا من احتمال تفاقم الوضع وانتشار المزيد من الأمراض بسبب استمرار الظروف القاسية المرتبطة بالحروب وعدم توفر رعاية طبية كافية وعاجلة للمرضى والمصابين.
ولفت الطراونة إلى أن تقديرات الرابطة الطبية الدولية تؤكد بأن البنية التحتية للمستشفيات في قطاع غزة تعرضت لتدمير شامل، حيث يعمل فقط عدد قليل من المستشفيات والمراكز الصحية من بين العديد التي دمرت، مبينا بأن سيارات الإسعاف والكوادر الطبية تعاني من نقص حاد، مما يزيد من الصعوبات في تقديم الرعاية الصحية الضرورية للسكان.
واكد أن المساعدات الطبية والمستشفيات الميدانية التى إنشأها الأردن في قطاع غزة تمثل النفس الأخير في عمر القطاع الصحي المنهار في غزة.
وأوضح بأن عمليات القصف تؤدي الى انبعاث العديد من الغازات في الجو، فضلا عن انهيار المباني الذي يؤثر سلبا على الجهاز التنفسي، إضافة الى وجود جسيمات وغيرها من المواد التي يزداد تركيزها في الهواء.
وأضاف بأن الأطفال يتأثرون أكثر من غيرهم لأن جهازهم التنفسي يكون في طور النمو والتكون ولم يكتمل، لذا فهم معرضون لتشوهات في الجهاز التنفسي وأضرار مزمنة لها علاقة بتنشق الدخان والجزئيات والفطريّات.
وتابع : إن التعرض للمواد الحارقة أثناء القصف يؤدي الى تدمير الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، وهو ما يسمى بـ”الالتهاب الرئوي الاستنشاقي”.
ووسط الحديث عن الصواريخ والغارات، قال الطراونة بأنه لا يمكن غّض النظر عن قنابل الفوسفور التي ألقاها جيش الاحتلال على غزة مرات عدة، مبينا بأن الفوسفور الأبيض جزء من “الأسلحة الحارقة” المحرمة دوليا، وهو مادة كيميائية محظورة من قبل الأمم المتحدة بحسب اتفاقية جنيف عام 1980 التي تنص على تحريم استخدامها بوصفها سلاحا حارقا ضّد البشر والبيئة”، مشيرا الى أن “الفوسفور الأبيض” تنجم عنه حرارة تحرق الجلد وتصل للعظم.
وبين أن آثار الفوسفور كارثية على الجهاز التنفسي، حيث يؤدي إلى حرقه وحرق القصبات الهوائية، ويسبب أوراما في البلعوم والقصبات، بالاضافة إلى ضرر مباشر وطويل الأمد ذي علاقة بتنشق الأبخرة عالية الحرارة التي تؤدي إلى حدوث حروق من الدرجتين الثانية والثالثة، ويسبب خطرا كبيرا بعيد المدى لا يقل عن آثار الحرب الكيميائية والقنابل.
وقال: “يبدو أّن سكان غزة أمام خطر صحي جديد أيضا، يسببه الاكتظاظ في الملاجئ والمستشفيات وغيرها مشيرا إلى أن العديد من الأمراض التنفسية قد تنتقل عن طريق الهواء كالسل والأمراض البكتيرية والفيروسية التنفسية، وهي تظهر بسبب الاكتظاظ داخل الأماكن المغلقة، بالاضافة لعدم تلقي الرعاية الصحية للنازحين في وقت زمني قصير، نتيجة انهيار المنظومة الصحية.
وشدد الطراونة على مخاطر التأخير في الحصول على الرعاية الصحية نتيجة استهداف المنشآت الصحية، وعدم مقدرة الناس على الوصول اليها، ما يفاقم الحالة الصحية ويؤدي إلى تدهورها، ويزيد من احتمالية تفشي الأمراض، محذرا من انتقال هذه الأمراض إلى الدول المجاورة.