مقصلة الجوع تخنق شمال غزة وتصاعد البلطجة التخريبية للمستوطنين بالضفة
2024-12-04
تدخل حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على شمالي قطاع غزة، يومها الـ61 على التوالي، وسط حصار خانق ومعاناة تتفاقم يوميًا، بفعل القصف وسياسة التجويع.
ولم تتوفف مجازر الاحتلال بحق المواطنين، واستهداف المنازل السكنية، في بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وواصلت قوات الاحتلال القصف المدفعي وإطلاق القذائف والنيران بكثافة محيط مدارس الإيواء في بيت لاهيا، ومنازل المواطنين، وأطلقت آليات الاحتلال النيران شرقي مخيم جباليا.
بينما أطلق محاصرون في بيت لاهيا مناشدات لإنقاذ حياتهم، بعد أن باتوا عرضة للجوع والقتل.
وتواصل قوات الاحتلال استهدافها لمستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، بإلقاء القنابل النتفجرة وإطلاق النار.
وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية إن قوات الاحتلال استهدفت المستشفى أمس الثلاثاء، 5 مرات بطريقة مروعة دون رحمة.
وأوضح أن الطائرات المسيرة تُسقط قنابل مليئة بالشظايا تصيب وتؤذي أي شخص يتحرك في المنطقة.
وأشار إلى أن المستشفى تعرض لاعتداء همجي من الطائرات المسيرة التي تركز على استهداف الفرق الطبية.
وأضاف أن ثلاثة من الطاقم الطبي أصيبوا، أحدهم في حالة خطرة، ويخضع لعملية جراحية معقدة في غرفة العمليات.
وتابع أبو صفية “نحن مرهقون من العنف والفظائع المستمرة.. لماذا نتعرض لمثل هذه الوحشية؟ كل يوم يتم استهداف المستشفى بشكل منهجي”.
وخلف العدوان الإسرائيلي المتواصل على محافظة الشمال منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أكثر من 3,700 شهيد ومفقود و10,000 جريح و1,750 معتقلًا، فضلًا عن تدمير القطاعات الحيوية والبنية التحتية.
ويواجه آلاف المواطنين مجاعة حقيقية بعد نفاد جميع أنواع الطعام، كما يفتقر معظمهم إلى مياه نظيفة، في ظل استمرار الاحتلال في منع وإدخال المساعدات والمواد الغذائية للمحافظة.
وحوّل جيش الاحتلال مخيم جباليا، وجباليا، وبيت حانون، وبيت لاهيا إلى أكوام ركام وخراب ودمار شامل، من خلال تدمير وهدم وحرق المنازل ومراكز الإيواء، واستهداف كل مقومات الحياة. ونتيجة لذلك، حتى إذا انسحب الجيش من تلك المناطق، فإن عودة المدنيين الفلسطينيين للعيش فيها ستكون شبه مستحيلة.
وما زال الدفاع المدني لليوم الـ43 معطل قسرًا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
هجمات وحشية للمستوطنين
وعلى صعيد ذي صلة، تصاعدت هجمات المستوطنين الوحشية، اليوم الأربعاء، في مناطق عدة بمحافظة نابلس، تزامنا مع تجدد حملات الاعتقال والمداهمة التي ينفذها جيش الاحتلال في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية.
وأحرق مستوطنون منزلا قيد الإنشاء ومحل بقالة ومركبة في بلدة بيت فوريك شرقي نابلس، بينما هرعت طواقم الدفاع المدني بمساندة إطفائية بلدية نابلس، من أجل إخماد الحرائق الثلاثة.
وأضرم مستوطنون النيران في منزل ومركبتين في بلدة حوارة جنوبي نابلس، وتحديدا في المنطقة المحاذية لمستوطنة “يتسهار”.
وبوتيرة متكررة، يضرم مستوطنون النار في سيارات وممتلكات أخرى لفلسطينيين بأرجاء الضفة، دون أي إدانة قضائية من السلطات الإسرائيلية.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، وتركزت في قرية عارورة شمال غربي رام الله.
وتواصل قوات الاحتلال اقتحام قرية عارورة منذ الليلة الماضية، وتشن حملة اعتقالات، تخللها تحويل منزل إلى مركز للتحقيق الميداني.
واقتحمت قوات الاحتلال مناطق عدة في رام الله، منها قرية شقبا وبلدة قبيا ومخيم الجلزون وقرية عبوين، إلى جانب الاقتحام المستمر في قرية عارورة.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال الشاب ورد عاكف الريماوي من بلدة بيت ريما، عقب مداهمة منزل ذويه، وذلك بعد الإفراج عنه قبل شهرين من سجون الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب مجد نائل شراكة من منزله، خلال اقتحام مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله.
ومساء الثلاثاء، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، أثناء تنفيذه اقتحامات لمناطق عدة بالضفة الغربية، اعتقل خلالها سيدة من منزلها بمدينة الخليل جنوبا.
وبموازاة حربه للإبادة في قطاع غزة، فقد وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بينما صعد المستوطنون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 803 فلسطينيين وإصابة نحو 6 آلاف و450، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ويرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وكالات