الدكتور نضال المجالي – في موضوع الأخبار اليومية من يتابع انحدار جودة الإعلام المرئي، وشوشرة عدد من الإذاعات الصباحية، وضعف مصداقية بعض أو أغلب المواقع الإخبارية الإلكترونية، وتشابه الأخبار والفيديوهات والقصص والمجاملات على مجموعات الواتس أب المنتشرة، يبدأ جديا بالسعي لحماية عقله بالبحث عن مخرج يحترم واقعه، عن إعلام أكثر وعياً ومسؤولية، منصة أكثر صدقاً ومهنية، صوت واضح نقي، اتجاه غايته الخبر كما هو من مصدره بصورة وتعليق وعنوان يصف مفهوم الجودة للخبر ونقله واقعا بمهنية إعلامية.
أرى كما هم الأكثرية أن الإعلام يستوجب أن يكون نبض الشعوب وصوتها الحر، طاقة التوجيه وعنوان سلامة الدولة، سلطة الإرادة الحرة الرابعة كما يصنفوها، ماكينة القوة والتغيير والتوجيه، تجمع العيون وتسرق القلوب، تأسر النفوس نحوها وتخلق حالة وموقفا وقرارا لمتابعيها، ترتقي بالدول وتعزز نماءها، تشير للواقع وتتحقق من الحدث وتحلل الحالة وتستشرق المستقبل، وكل ذلك لا يكون ما لم يكن بمستوى غاية التأسيس الصادقة لإنشائه، وبمهنية واحترافية الفريق العامل فيه، وارتقاء ووعي مستوى القائمين على إدارته.
ما نراه اليوم أن الإعلام ليس موقعا أو صفحة أو شاشة أو منصبا وزاريا، ولا حتى هيئة ومُشرّعا، الإعلام اليوم يتمثل برسالة مقروءة أو مسموعة أو حتى صورة مطبوعة أو مشاهدة حية من الجميع، أحيانا لا نعلم مصدرها ولا مبتغاها ولا سياسة وأهداف انتشارها، إعلام وخبر وموقف وصورة لم تصدر برخصة أو ببطاقة عضوية أو بمنهجية رسمية لتصل لغايتها، وهذا يوقع المحظور في مضمونه، ويشتت الرؤية في مساره، ويجلب الفوضى في غالبه، وقد يرى الكثيرون غير ذلك وهم في أغلبهم باتجاهين، إما متكسب في عمله أو حالم ذو مبدأ في فكره وفي الثانية حق ومعنى أقدره وفي الأولى فساد وهيمنة يستوجب إقصاءه وشطبه.
في الحالة الأردنية نعيش شيئا من كل ما سبق، مما استوجب مسارا جديدا صُنّف رسميا تحت هدف ضبط الإيقاع بما لا يمنع الحرية، إن كانت تحيز ما هو موثق يدعمها ويسند ما تقدمه، مسار دخل في نقاش وتجاذب مطول بين قبول ورفض، حسمه قانون أصبح ساريا – وأراه شخصيا – منعة وصونا في ضمان مصداقية الخبر والصورة المنشورة، قانون نأمل أن يسير على الجميع، ينفذ بوعي، يستند لروح حماية الفرد والمؤسسة من التشويه، قانون نأمل أن يكون ميزان صياغة الخبر والغاية من النشر لدى صاحبه، فنكون عندها أقرب إلى اكتمال الغاية.
ولنشر في الحالة الأردنية أيضا إلى ظهور تميز كبير لشاشة إخبارية، استطاعت توجيه بوصلة المشاهد الأردني والمحلي والعربي نحوها كمصدر عاجل متطور، ينقل بمهنية ويتحدث بواقع ويصور حالة متكاملة، ليسبق مؤسسات وشاشات عربية إعلامية كانوا يرون أنفسهم شاشات لا بديل لها، لتتمكن هذه الشاشة اليوم من جعل الحدث أقرب إليك، ومن الكلمة معنى ومن الصورة خبرا ومن التحليل دراسة ومن اللقاء حوارا هادفا، وتمثل كل ذلك بشاشة “قناة المملكة” التي تؤكد أن الإعلام وعي محسوب بدقة قبل أن يكون خبرا للنشر.