نضال المجالي
كلام الملوك ممن آتاهم الله الملك لا يعاد، لا يعاد بمقصود أنه لا يخرج إلا بأبهى وأجل صورة ومعنى، موزون يملؤه الوعي محاط بهيبة وتجل، كلام بمعنى متكامل ومسؤولية لا تقبل التشكيك، فيه حكمة ورسائل، فيه قرار وإرادة حرة مكتملة، ولهذا كان كما يُعرف في فنون الرد على كل من يحاول التشكيك بإطلاق عبارة “كلام الملوك لا يعاد”.
ليس اليوم فقط، بل تحدثت الملكة في كل لقاء، وجهت خطابا في كل محفل، عبرت عن ألم ووجع غزة وفلسطين أجمع، غضبت في رسائلها، صرّحت بصدق في لقاءاتها، بكت على أطفال غزة في وحدتها، صمدت ووقفت في طلب حقوق شعب ووطن محتل، لم تختبئ خلف دبلوماسية أو موقف، أطلقت كلماتها حماية لطفل وسلامة لمدرسة ومستقبل لشباب وحرية لوطن، عملت جاهدة لجمع أنظار نحو الحرية والعدل والمساواة، شاركت وساهمت في دعم وصمود فكانت كلماتها وأفعالها أقوى من قوى سياسية ودبلوماسية خارجية، فكانت ملكة حق وإنسانة حق وصورة للملكة الحق.
كلام الملكة أوجع كل الحاقدين، كلام كشف كل المتسترين خلف أقنعة البراءة، أصاب كل صاحب نية مستترة، فضح زيف أخلاقهم وإنسانيتهم الغادرة فكان ردهم مهزوزا، وتشكيكهم ملموزا، وصورهم باهتة في الظهور، وصوتهم حفيف مسموم، فكانوا مكشوفين، وسواء عاجلا أم آجلا مرفوضون عند الجميع.
كلام الملكة رانيا في كل محفل وموقف في كل مجال سواء في التنمية أو التعليم أو حماية الأرواح أو بناء الشباب أو خدمة قضايا المرأة والجيل مستمر، كلام لا يفرق بين إنسان وإنسان أو جنس وجنس آخر أو عرق ودين، كلام غايته الإنسانية جمعاء والنفس البشرية، كلام الملكة كلام عالمي بعيد عن التحيز والتفريق، كلامها ليس بحثا لمكانة وموقع ومتابعة، فهي في أعلى هذا الهرم فكلامها كلام “ملكة”.
نعم؛ لن أتوقف عند مقابلة واحدة ولست ممن ينتظر التبرير أو الإشارة بالقبول أو غير ذلك، فكلام الملكة كله مقبول في كل مكان ولقاء، كلام يستند لثقتها بنفسها ومكانتها وزنة عقلها، كلام تستقيه وتقرأه من مرجعية هي الأعلى والأصدق والأقوى، فهو لغة وسياسة وحديث جلالة الملك الذي يصدح به ويعمل جاهدا في إيصاله للجميع دون تسويف أو تردد، فهو من سبق كل الأحداث بأيام وقالها صراحة، وأقتبس: “لقد تسبب التأخير في تحقيق العدل والسلام باشتعال دوامات لا تنتهي من العنف.