“العنف الجمالي” .. ظاهرة جديدة تظهر في مجتمعنا
2022-03-12
يعبر مصطلح العنف الجمالي عن عدم الاعتراف بالتنوع البشري والترويج لمعايير جمال معيّنة عبر وسائل الإعلام. وتقول حول ذلك الكاتبة ماريا فاطمة سيبي فينواليس إن الحديث عن العنف الجمالي يعتبر موضوعا جديدا لدى الكثيرين، لكنه أقدم مما نتصور، وأصبح اليوم أكثر إثارة للجدل بسبب عواقبه.
وأوضحت الكاتبة في تقرير نشرته مجلة “ميخور كون سالود” (mejorconsalud) الإسبانية، أن هناك تعليقات أصبحت منتشرة بشكل كبير، وخصوصا من يواجهون ما يسمى بـ”استبداد الجمال”، ومن هذه التعليقات “الصيف بالنسبة لي كابوس.. يجب أن أكون نحيفة”، و”لا أريد صبغ شعري، لكنهم قالوا لي إن الشيب في شعري يجعلني أبدو أكبر سنا”، و”أفضل أن أكون نحيفة وحزينة على أن أكون بدينة وسعيدة”.
ولفتت الكاتبة إلى أن العنف الجمالي يعتبر شكلا من أشكال العنف الذي يجبرنا على الاستجابة لأنماط معينة حول كيفية ارتداء الملابس ومعايير الجمال وكيف يجب أن يكون مظهرنا الخارجي بشكل عام، ومع أنه قلّما يلاحظ أحد مدى استفحال هذه الظاهرة لتطبيع المجتمعات معها، إلا أن لها في الحقيقة آثارا نفسية لا ينبغي إهمالها.
ما هو العنف الجمالي؟
عندما نفكر في العنف؛ فإننا غالبا ما نقتصر على شكله الجسدي أو النفسي، لكننا نواجه في حياتنا اليومية أنواعا أخرى من الإساءات التي تكون أكثر دقة أو صمتا وبنفس القدر من الخطورة. ومن بينها، العنف الجمالي الحاضر بشكل كبير في وسائل الإعلام وغيرها من المجالات الأخرى.
وبينت الكاتبة أن العنف الجمالي يعتمد على تطبيق معايير جمال محددة؛ بحيث يُقبل كل من تتوفر فيهم الشروط ويُستبعد الأشخاص الذين لا تنطبق عليهم هذه المعايير ويتم التقليل من شأنهم.
أنواع العنف الجمالي
وفق الكاتبة؛ فإن الأنواع الرئيسية للعنف الجمالي تتمثل في:
النوع: الذي على الرغم من أنه يؤثر على جميع الناس، إلا أنه موجه بشكل خاص نحو النساء.
العنصري: الذي يفضل ذوي البشرة البيضاء.
لا يتقبل البدينين: بسبب العنف الجمالي يتم إقصاء الأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن.
التفرقة العمرية: يروّج للشباب كقيمة ويرفض التقدم في السن ومظاهر الشيخوخة.
تمييزي: يعترف بالجسد المثالي ويرفض الأجسام التي تعاني من مشاكل وظيفية.
إعادة إنتاج القوالب النمطية: يحدث هذا من خلال تحديد مفهوم الرجولة والأنوثة، مثل الانتقاص من أنوثة المرأة التي لا تعتني بشعرها أو أظافرها.
ما عواقب العنف الجمالي؟
تنوه الكاتبة إلى أن الضغط من أجل “التوافق” مع معايير الجمال يؤدي إلى حالات من عدم الراحة والانزعاج من مظهرنا الخارجي، وهو ما يسبب التوتر والقلق وتدني احترام الذات، ونتيجة لذلك؛ يخضع البعض لأنظمة غذائية صارمة تؤدي إلى اضطرابات في الأكل تضر بصحتهم الجسدية والعقلية، مثل الشره المرضي وفقدان الشهية.
وإضافة إلى ذلك، كما ذكرت الكاتبة؛ يُصبح البعض مهووسا بعمليات التجميل للتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة أو لتصغير البطن وزيادة حجم الصدر وإعادة تشكيل معالم الجسم لتتماشى مع معايير الجمال الدارجة.
وشددت على أن العنف الجمالي يعد من أحد أسباب التنمر؛ حيث يتعرض بعض الأشخاص للتنمر بسبب وزنهم، مؤكدة أن العنف الجمالي ظاهرة خطيرة لأنه يبدأ في التطور في سن مبكرة وله تأثير سلبي على الهوية واحترام الذات وصورة الجسم.
كيف تتصرف إزاء العنف الجمالي؟
تقدم الكاتبة بعض النصائح لتجنب الوقوع في العنف الجمالي أو التعرض له:
تجنب التعليقات التي تشير إلى جسد الشخص.
ترسيخ معايير إيجابية من خلال التأكيد على أن النساء غير مختزلات في أجسادهن، إذ كثيرا ما ننقل للفتيات أن الطموح يتمثل في أن يصبحن مثل “باربي”، لكننا ننسى العلماء والقادة.
حذف التعليقات الساخرة التي تركز على العنف الجمالي وتعيد إنتاجه.
التعرف على الصفات الإيجابية الأخرى في أنفسنا ولدى الآخرين، وقبل كل شيء؛ تعزيزها لأننا أكثر من مجرد وجه جميل أو جسد ممشوق القوام.
احذر من الرسائل الخفية
تختم الكاتبة مقالها بالقول إن بعض الفتيات والنساء قد يشعرن بالارتباك عند محاولة التأقلم مع ما يمليه المجتمع الحديث من معايير؛ بينما هناك طرق أخرى للاستجابة لمتطلبات العصر، موضحة أن لكل شخص الحق في أن يفعل ما يريد، ولا بد من التحقق من صحة كل خطوة نتخذها.