تمكن علماء مرصد Gemini North الذي يضم تلسكوبات طولها 8 أمتار في ولاية هاواي الأميركية، من التوصل إلى صورة مذهلة لتصادم حدث بين مجرتين حلزونيتين ضخمتين، تبعدان في كوكبة Virgo أو “العذراء” بدائرة البروج، أكثر من 60 مليون سنة ضوئية عن الأرض، بحيث ظهرت المراحل المبكرة من الاندماج العظيم على شكل فراشة كونية جميلة، بهرت العلماء والناس العاديين.
إنها الطبيعة المذهلة لظهور الكون مختلفا يوما بعد يوم لمراصد وتلسكوبات وأقمار صناعية جوّالة للرصد من الفضاء، فتدهش العلماء والناس العاديين، ومنها بدت مجرة NGC 4568 وهي في حالة مبكرة من اندماج مذهل مع مجرة NGC 4567 المرتبطة معها بعلاقة ضمن مجال الجاذبية المتبادل، بحيث استمرت الأشكال الحلزونية الأصلية لكلتا المجرتين واضحة بالصورة التي تنشرها “العربية.نت” أدناه، نقلا عما ورد ببيان نشره وأصدره NOIRLab المعروف كمختبر يقوم بتشغيل مرصد “جميني شمال” في هاواي.
وورد في البيان، أنه مع استمرار الاصطدام والاندماج البطيء، ستتغير الأنماط الشبيهة بالذراع الى درجة تفقد معها المجرتان هياكلهما الحلزونية “حيث تؤدي قوى الجاذبية المكافحة إلى اندفاعات مكثفة من تشكل النجوم لتنتهي في النهاية إلى ظهور مجرة إهليلجية جديدة بعد 500 مليون عام تقريبا”.
الحدث المرتقب بعد ذلك الزمن البعيد، يقدم صورة جديدة للعلماء، إضافة إلى “نظرة خاطفة” لما سيحدث حين تصطدم مجرة “درب التبانة” بعد 5 مليارات عام بأقرب جارة لنا، وهي مجرة Andromeda أو “المرأة المسلسلة” التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، مع أنها بعيدة أكثر من مليونين و500 ألف سنة ضوئية عن الأرض.
وتظهر صورة “الفراشة” التي أنتجها مرصد Gemini North من البيانات التي قام في 2020 بجمعها، مستعرا أعظم، نتج عن انفجار كوني لامع لنجم ضخم سمّوه SN 2020fqv حين رصدوه قبل عامين لأول مرة، وهو الظاهر بالصورة كنقطة مضيئة تقع وسط أحد الأذرع الحلزونية لإحدى المجرتين. أما بعد الاندماج، فمن المحتمل ظهور مجرة تشبه الجارة الأقدم للمجرتين، وهي Messier 89 الموجودة أيضا في “برج العذراء” والمعروف بأنها قديمة ولديها الآن الحد الأدنى فقط من تكوين نجوم مخفوضة الكتلة.
https://www.youtube.com/watch?v=Z9XDWew6Q0c