ظل الروائي الشهير سلمان رشدي تحت العلاج يوم السبت بعد جراح خطيرة أصيب بها قبل يوم عندما تعرض للطعن عدة مرات خلال مناسبة عامة في ولاية نيويورك الأمريكية بينما حاولت الشرطة تحديد الدافع إلى الهجوم الذي قوبل بإدانة عالمية. وقال ناثانيال بارون محامي المتهم المعين من قبل المحكمة إن المتهم بارتكاب الهجوم هادي مطر (24 عاما) وهو من فيرفيو بولاية نيوجيرزي أنكر أنه مذنب أمام إحدى المحاكم السبت، بحسب رويترز.
وكان رشدي (75 عاما) يستعد لإلقاء محاضرة عن حرية الإبداع في معهد تشوتاكوا في غرب ولاية نيويورك عندما هرع مطر، بحسب رواية الشرطة، إلى المنصة وطعن الكاتب المولود في الهند والذي رُصدت مكافأة منذ عام 1989 لمن يُجهز عليه بسبب روايته “الآيات الشيطانية” التي دفعت إيران إلى حث المسلين على قتله.
وبعد جراحة استغرقت ساعات تم وضع رشدي على جهاز للتنفس الصناعي ولم يستطع التحدث حتى مساء أمس الجمعة، بحسب وكيله الأدبي آندرو وايلي.
وقال وايلي في رسالة بالبريد الإلكتروني إن من المرجح أن يفقد رشدي إحدى عينيه وإن أعصاب ذراعه تضررت كما لحقت به إصابات في الكبد.
وقوبل الهجوم بالإدانة من كتاب وساسة من جميع أنحاء العالم باعتباره اعتداء على حرية التعبير. وأثنى الرئيس الأمريكي جو بايدن على المثل العليا التي يجسدها رشدي وعمله.
وقالت الشرطة أمس الجمعة إنها لم تحدد إلى الآن دافعا للهجوم. وذكرت شبكة إن.بي.سي نيويورك أن مراجعة أولية أجرتها أجهزة إنفاذ القانون لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن لديه ميولا شيعية متطرفة وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني على الرغم من عدم العثور على روابط محددة بينهما. والحرس الثوري الإيراني فصيل نافذ في إيران ويسيطر على إمبراطورية تجارية كما تعمل تحت أمرته قوات مسلحة وعناصر مخابرات تتهمها واشنطن بتنفيذ حملة تطرف عالمية. وأفادت شبكة إن.بي.سي نيويورك في تقريرها أن مطر وُلد في كاليفورنيا وانتقل في الآونة الأخيرة إلى نيوجيرزي، مضيفة أن قوات الأمن عثرت معه على رخصة قيادة مزورة.
وجرى اعتقاله في مكان الحادث من قبل أحد رجال شرطة الولاية بعد أن طرحه أرضا أفراد من الجمهور. وقال الشهود إن المتهم بالهجوم لم يتحدث وهو يهاجم الروائي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن المدعين صرحوا خلال جلسة اتهام مطر بأن رشدي تلقى عشر طعنات. وأشارت شبكة إن.بي.سي نيويورك إلى أن أفراد مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ذهبوا مساء أمس الجمعة إلى آخر عنوان مدرج له في فيرفيو، وهي إحدى مناطق مقاطعة بيرجن على الضفة الأخرى لنهر هدسون من مانهاتن. ورفضت شرطة نيويورك التعليق على التقرير، في حين لم ترد شرطة نيوجيرزي على الفور على طلب للتعليق على التقرير. * مكافأة لمن يقتله لطالما واجه رشدي، الذي ولد لعائلة مسلمة كشميرية في مومباي، تهديدات بالقتل قبل انتقاله إلى بريطانيا بسبب روايته “آيات شيطانية”.
وحظرت العديد من الدول التي تضم أعدادا كبيرة من المسلمين الرواية الصادرة عام 1988 بسبب احتوائها ما اعتبره بعض المسلمين فقرات تجديفية. وفي عام 1989، أصدر آية الله روح الله الخميني، المرشد الأعلى لإيران آنذاك فتوى دعا فيها المسلمين إلى قتل الروائي وأي شخص ضالع في نشر الكتاب. ولقي هيتوشي إيجاراشي المترجم الياباني للرواية حتفه طعنا عام 1991 على يد مهاجم مجهول تمكن من اللوذ بالفرار بعد الهجوم. ولم يصدر أي رد فعل حكومي رسمي من إيران إزاء الهجوم على رشدي، لكن عدة صحف إيرانية متشددة أشادت بمنفذ الهجوم. وكانت منظمات إيرانية، بعضها مرتبط بالحكومة، قد وضعت مكافأة بملايين الدولارات لمن يقتل رشدي. وقال آية الله علي خامنئي، الذي خلف الخميني في منصب المرشد الأعلى، في عام 2019 إن فتوى إهدار دم رشدي “لا رجعة فيها”.
وقال علي تحفه رئيس بلدية يارون بجنوب لبنان إن المشتبه به ابن لرجل من سكان البلدة. وأضاف أن والداي المشتبه به هاجرا إلى الولايات المتحدة حيث ولد وترعرع. وردا على سؤال عما إذا كان المشتبه به أو والداه ينتمون إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران أو يدعمونها، قال تحفه إنه “ليس لديه معلومات على الإطلاق” عن آرائهم السياسية. وقال مسؤول في حزب الله السبت إن الجماعة اللبنانية المسلحة ليست لديها معلومات إضافية عن الهجوم على رشدي، بحسب رويترز. وقال ممثلو الادعاء في مقاطعة تشوتاكوا بولاية نيويورك السبت إن مطر يواجه تهمة الشروع في القتل وإنه محتجز دون إمكانية الإفراج عنه بكفالة. وقال جيسون شميت المدعي العام بالمقاطعة في بيان إنه وجه تهمتي الشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية لمطر.