كيف أتعامل مع شخصية ابني المعقدة؟

يتم تطوير شخصيات أطفالنا في السنوات الأولى من حياتهم، لذلك يمكن أن يؤثر رأي الآخرين على تطورهم العاطفي منذ سن مبكرة جداً. من أجل التطور العاطفي، هم يحتاجون إلى الشعور بالاحترام والحب. ليس فقط من قبل والديهم ولكن أيضاً من قبل أقاربهم الآخرين ومعلمي المدارس والأصدقاء. إذا لم يشعروا بهذه المودة، فإنهم يقومون من دون إرادتهم بتكوين عقدة شخصية في مرحلة الطفولة. تعرّفي على عقد الأطفال كما يشرحها الأطباء والمتخصصون.

يبدأ الطفل أولاً في التفاعل مع الأطفال الآخرين في المدرسة ومرحلة ما قبل المدرسة، ويتعرف على الأطفال ذوي الشخصيات المختلفة. وهو لا يتلقى المديح والتعليقات لتفاعله مع الآخرين بل يسمع تعليقات تسخر من سلوكياته. يتسبب هذا في ضرر عاطفي يمكن أن يؤدي إلى تطور عُقد شخصية.

أكثر العُقد النفسية شيوعاً في مرحلة الطفولة

من المهم ملاحظة ما إذا كان طفلك يطوّر شخصية معقدة؛ لأنه يميل إلى تقديم نفسه في سن مبكرة. إذا لم يتغلب الأطفال عليها في الوقت المناسب، فقد يؤثر ذلك على شخصيتهم على المدى الطويل.

عقدة التفوق

يعتقد أن لديه القوة والسلطة على منْ حوله

يمكنك معرفة متى يشعر الطفل أنه أفضل من أي شخص آخر، حتى أفضل من والديه والبالغين الآخرين. إنه يتصرف كطاغية، ويعتقد أن لديه القوة والسلطة على من حوله. علاوة على ذلك، فهو مغرور ويريد كل شيء لنفسه دون مراعاة للآخرين. عقدة التفوق لها علاقة بالأمان، حيث يخفي الطفل من خلالها مخاوفه، مدعياً أنه يشعر بالأمان.

عقدة الشعور بأنه أقل من قيمته

هذا المركب شائع عند الأطفال الذين لديهم العديد من الأشقاء، خاصة عند الأطفال الأصغر سناً الذين لديهم الكثير من الأشقاء. من خلال الشعور بالتقليل من القيمة، تكون لدى الطفل رغبة قوية في إظهار أنه شخص موجود، لقد ثبت أن الأشقاء الأصغر ينجزون في الحياة أكثر من الأشقاء الأكبر سناً.

أحد التفسيرات، هو أنه من خلال عدم تلقي الاهتمام في طفولتهم وشبابهم، ووجوب الحصول على موافقة والديهم وإخوتهم الأكبر سناً. لذلك يبذلون جهداً كبيراً لضمان هذه الموافقة.

من خلال التفاعل مع الآخرين، يبدأ الطفل في مواجهة تحديات جديدة، مثل تحمل مسؤوليات جديدة في المدرسة والتعرف على الأطفال ذوي الشخصيات المختلفة.

عقدة التفضيل

إجراء مقارنات بين الأطفال وإظهار المفضلات

يميل هذا المركب إلى التطور، عندما يقوم الآباء والمعلمون وغيرهم من الشخصيات الأكبر سناً بإجراء مقارنات بين الأطفال وإظهار المفضلات. على الرغم من النوايا الحسنة، فإن هذه المقارنة تجعل الطفل الأصغر يشعر بالتشويه وأنه أقل استحقاقاً من الطفل الآخر الذي تتم مقارنته به. لذلك، شيئاً فشيئاً يشكل شعوراً سلبياً تجاه نفسه.

عقدة النقص

هذا مرتبط بالعقدة السابقة، لكن الأطفال الذين يعانون من عقدة الدونية، يعتقدون أن أي طفل آخر أفضل منهم وأنهم ليسوا ذوي قيمة أو يستحقون الاحترام.

عقدة النرجسية

تظهر هذه العقدة عند الطفل الوحيد. حيث يميل آباء الأطفال النرجسيين إلى الإفراط في حمايتهم ويضعونهم في المقدمة بهذه الطريقة، يعتقد الطفل النرجسي أنه يجب أن يحصل على أي شيء يطلبه وأن يعشقه الجميع. وأن العالم يدور حوله.

وتظهر هذه العقدة عندما لا يستطيع الأطفال النرجسيون تجاوز السلوك الأناني الشائع عند الرضع والأطفال الصغار. نتيجة لذلك، عندما يكبرون، ترتبط الصفات النرجسية بشخصياتهم.

العقدة الفيزيائية

تحدث العقدة هذه عندما يشعر الطفل بشكل سلبي تجاه واحد أو أكثر من أعضائه الجسدية، مثل وجود نوع من الإعاقة.

وعندما يكتشف أنه مختلف، يبدأ الطفل في الشعور بالسوء بسبب تميزه. على سبيل المثال، قد يصاب الطفل بمركب جسدي حول حجم أذنيه أو مشكلة في بصره.

أو يشعر بالخجل إذا كانت أسنانه معوجة. تتفاقم المشكلة عندما يسخر الأطفال الآخرون من مظهره. ويجب على الآباء والمعلمين الانتباه إلى هذا النوع من المضايقة لمحاولة تعليم الأطفال كيفية التأقلم.

كيفية التعامل مع الطفل المعقّد

الطفولة هي أسعد مرحلة في الحياة، مليئة بالبهجة وخالية من الهموم. ومع ذلك، يمكن أن تهدد الطفولة والسعادة والمرونة العاطفية للأطفال في الحياة لاحقاً، فواجهي شخصياتهم المعقدة بالنقاط الآتية:

1 – أعطي أطفالك نصائح حول الذات

أي حول استجاباتهم العاطفية عندما يكونون صغاراً، وعلِّميهم أن تكون لديهم حدود شخصية وأن يفهموا أنه ليس كل شيء من حولهم يجب أن يؤثر عليهم. إنه لأمر إيجابي أن يتعلموا أن يكونوا واثقين من أنفسهم.

بهذه الطريقة، سيتم الحد من عُقدهم، إن وجدت، وسيتمكنون من قبول نقاط ضعفهم وعدم الاكتراث من تعليقات الآخرين.

2 – اخلقي علاقة قوية مع أطفالك

لتحقيق مستوى جيد من احترام الذات، يجب أن تمنحي أطفالك إحساساً بالأمان، من خلال تحفيزهم ومنحهم الدافع. بهذه الطريقة، سيشعرون بالدعم العاطفي وهذا سيساعدهم على مواجهة أي تحدّ.

3 – ساعديهم في بناء قدراتهم على التأقلم

إذا واجهتهم مشاكل يجب أن تكوني بجانبهم. افهمي آلامهم، وتعاطفي معهم، لأنك ربما شعرت بنفس الطريقة في طفولتك. أنت الأكثر تأهيلاً لتقديم نصائح جيدة لأطفالك.

4 – تجنبي الانتقاد

يجب أن تتجنبي الانتقاد أو المطالب أو الغضب من أطفالك. أو أن تقولي عبارات مثل “أنت جيد لكن لا فائدة منك”، أو “أنت كارثة كاملة”، أو “أنت لا تفعل أي شيء بشكل صحيح أبداً” ، لن تؤدي هذه العبارت إلا إلى إنشاء عُقد نفسية في أطفالك.

5 – حفزيهم بالجوائز

على ألا تكون من النوع المادي. يجب أن تمنحيهم مكافآت عاطفية. على سبيل المثال، إذا تصرفوا بشكل جيد، اقضي بعض الوقت معهم من خلال لعب لعبتهم المفضلة، وتكيفي مع سلوك أطفالك. وكوني منتبهة لما يقولونه، وكيف يشيرون إلى أنفسهم، لأن هذا سيعطيك أدلة على شعورهم ومتى تناقشين ذلك. بهذه الطريقة، يمكنك مساعدتهم في التغلب على عُقد طفولتهم.