ما أسباب فقدان الطول مع التقدم بالعمر؟
2022-10-23
لا يعتبر قصر القامة أو انحناء الجسم مع التقدم في العمر حالة مرضية حتمية، إذ أن خسارة الطول على نحو ملحوظ مع التقدم في السن يمثل مؤشراً لمرض هشاشة العظام، والذي يمكن الوقاية منه أو تأخير الإصابة به.
وأوضحت أخصائية الروماتيزم في مستشفى كليفلاند كلينك الدكتورة آبي جي أبيلسون أن هشاشة العظام تعد حالة مرضية تضعف العظام وتعرضها لخطر الإصابة بالكسور المفاجئة وغير المتوقعة.
ووفقاً للمؤسسة الدولية لهشاشة العظام، فإن هذا المرض يعد أكثر أمراض العظام شيوعاً، إذ يصيب واحدة من كل ثلاث نساء وواحداً من كل خمسة رجال فوق سن الخمسين في جميع أنحاء العالم.
وأضافت أبيلسون، عضو الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، أن مرض هشاشة العظام غالباً ما يتطور دون أية أعراض أو آلام، وعادةً لا تُكتشف الإصابة به حتى يتسبب ضعف العظام بكسور مؤلمة للمريض.
وتحدث معظم هذه الكسور في مناطق الورك والمعصم والعمود الفقري، والتي يمكن أن تكون خطيرة للغاية، وخاصة كسور الورك والعمود الفقري، لأنها غالباً ما تسبب آلاماً مزمنة وإعاقة، كما أن الكسور في هاتين المنطقتين يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد لدى المريض مقارنة مع غيرها.
وأوضحت الدكتورة أبيلسون أنه حتى سن الثلاثين تقريباً عادة ما تكون عملية بناء العظام لدى الأفراد أكثر نشاطاً مقارنة بفقدانها، إلا أنه بعد سن 35 يصبح فقدان العظام أسرع مقارنة مع عملية بنائها، ما يؤدي إلى فقدان تدريجي لكتلة العظام.
وفي حال كان الأفراد مصابين بهشاشة العظام، فإنهم يفقدون كتلة العظام بمعدلات أكبر. ولدى السيدات يتسارع معدل انهيار العظام بشكل أكبر بعد انقطاع الطمث.
ونوّهت الأخصائية إلى أنه وعلى الرغم من أن الأفراد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مع تقدمهم في السن، إلا أن اتخاذ مجموعة من الخطوات يمكن أن تساعد في الوقاية من هذه الحالة وتجنبها.
ولفتت الدكتور أبيلسون إلى أن هناك العديد من الأدوية الآمنة والفعالة حاليا لمنع الكسور الناتجة عن هشاشة العظام، ولكن من المهم أيضا للمرضى العمل على منع فقدان العظام والكسور من خلال معالجة عوامل الخطر، التي يمكن السيطرة عليها.
ووفقاً للدكتور أبيلسون، فإن النظام الغذائي ونمط الحياة المتّبع يشكلان اثنين من عوامل الخطر الأكثر أهمية، التي يمكن للأفراد التحكم فيها للوقاية من هشاشة العظام.
ويعني ذلك الحرص على اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم بشكل دائم ومستمر. ويجب أن يحرص الأفراد على الحصول على 1200 ملليجرام من الكالسيوم يوميا للمساعدة في منع فقدان العظام. كما يمكن أن يلعب النشاط البدني المنتظم دورا مهما في حماية العظام وتقويتها، ولا سيّما التمارين والأنشطة، التي تجعل العضلات تعمل ضد الجاذبية، مثل المشي والركض والتمارين الهوائية ورفع الأثقال. ويجب على الأفراد أيضا تجنب التدخين والإقلاع عن شرب الخمر.
واختتمت الدكتورة أبيلسون بالقول: “بالنسبة للسيدات، يجب البدء بفحص كثافة العظام بعد انقطاع الطمث، أي في منتصف إلى أواخر الأربعينيات من العمر، بينما ينبغي أن يبدأ الرجال بإجراء الفحوصات في منتصف الستينيات من العمر. كما أنه من الجيد للغاية الحصول على تقييم لكثافة العظام إذا أصيب الشخص البالغ بأي كسر في العظام”.