هل تقترب حقبة الهيمنة الأمريكية من نهايتها؟

تؤشر النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي إلى تغييرات محدودة إن لم تكن محدودة جدا في الكونجرس الأمريكي، وأيا ما كانت النتائج فالثابت هو أن أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحتاج لإعادة هيكلة.

فوفق دراسة استقصائية موسعة لـ AP VoteCast شملت 90 ألف ناخب، 6 أمريكيين من كل 10، لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع دوره كرئيس.

أيضا، أفادت شبكة CNN بأن 7 من كل 10 ناخبين مستقلين، لا يريدون إعادة انتخاب بايدن.

و لذلك ترى مجلة فورين أفيرز أن بايدن بات بحاجة إلى البحث عن مجالات تعاون مع الجمهوريين خاصة إذا ما كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية في 2024.

وأبرز هذه المجالات، هو الملف الاقتصادي، لأن الولايات المتحدة تواجه وضعا اقتصاديا يتسم بالضعف، فثمة ارتفاع للتضخم ومخاوف من الركود واسع النطاق، في ظل توافق من الحزبين على ضرورة معالجة هذا الأمر.

كما يلتقي الحزبان في ملفات أخرى مثل رعاية المحاربين القدامى وخفض تكاليف الأنسولين لجميع الأمريكيين.

كذلك قالت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية، إن الدعم الأمريكي لأوكرانيا سيكون “ثابتا ولن يتزعزع” بصرف النظر عن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

لكن بايدن قد يحتاج أيضا إلى الحد من الحرب الإعلامية حول القضايا ذات المواقف المتباينة مع الجمهوريين مثل الإجهاض والهجرة واستقبال اللاجئين وحيازة السلاح، مع الاكتفاء بما مرره في النصف الأول من ولايته.

النصف الأول من ولاية بايدن

ما تم إنجازه

*قانون السيطرة على الأسلحة واعتبر بايدن القانون أقل من تطلعاته

*توقيع تشريع خفض التضخم الذي وصف بالتاريخي من الديمقراطيين

*وضع خطة بقيمة تتجاوز 1.7 تريليون دولار للاستثمار في البنية التحتية

*الدفع بقوانين جديدة بشأن تغير المناخ

الهيمنة الأمريكية

لنحو قرن من الزمن، هيمن القرار الأمريكي على العالم عبر القوة والثروة والأفكار و الشراكات.. لكن هناك من يرى أن تلك الحقبة من التاريخ تقترب من نهايتها، لتفسح المجال أمام نظام ما بعد أمريكا أو ما بعد الغرب.. فالشرق الآن يعيد تقديم نفسه كقوة اقتصادية وعسكرية وجيوسياسية لا يستهان بها.. فهل أصحاب هذه النظرية على حق؟ أم أن إزاحة القوة الأمريكية تحتاج إلى تغيير في كامل النظام العالمي؟

مظاهر الهيمنة الأمريكية على العالم

اقتصاديا:

*استخدام الدولار في حوالي نصف المبادلات العالمية

*الولايات المتحدة لا تزال أقوى اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي

23 trillion USD (2021)

*ربع الناتج الاقتصادي العالمي

*يساوي الناتج المحلي المشترك لـ 170 دولة.

عسكريا:

الجيش الأمريكي يحتل المرتبة الأولى بين القوى العالمية

الولايات المتحدة هي القوة النووية الثانية عالميا بعد روسيا

ثقافيا:

الولايات المتحدة صاحبة أكبر تأثير ثقافي على العالم خلال العقود الأخيرة

الولايات المتحدة الأقوى عالميا من حيث الاستقرار السياسي والاقتصادي والقوة الناعمة والعسكرية

صفيح ساخن

أكد المستشار السابق لحملة هيلاري كيلنتون والخبير الاستراتيجي الديمقراطي من واشنطن ريتشارد جودستين، الانتخابات الأمريكية المقبلة ستكون على صفيح ساخن أكثر من الانتخابات الماضية.

وأوضح جودستين، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن توقعات الحزب الجمهوري كانت تشير على السيطرة على مجلس الشيوخ لكن حدث العكس.

وأضاف أن الانتخابات الحالية تعكس مؤشرات للانتخابات الرئاسية المقبلة خاصة مع تغير مزاج الناخب الأمريكي.

اكتساح جمهوري

أكد الخبير الاستراتيجي الجمهوري من تكساس جيف تشارلز، أن الفترة المقبلة ستشهد انتكاسة للديمقراطيين ومهمة بايدن ستتعقد خلال الفترة المقبلة.

وأوضح تشارلز، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الانتخابات الحالية تؤكد أن الجمهوريين سوف يكتسحون الانتخابات المقبلة بشكل واضح.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لن يتمكن من تمرير القوانين بشكل سلس مثلما كان يحدث في الماضي خاصة مع سيطرة الجمهوريين.

نظام بديل

أكد مدير مركز الشرق للبحوث وينضم الينا إلينا ضيوفنا من واشنطن د.سمير التقي، أن الصين وروسيا يحاولان تأسيس نظام عالمي بديل بدلا من الهيمنة الأمريكية.

وأوضح التقي أن الولايات المتحدة تخشى ذلك النظام الجديد والذي يحاول أن يكون الدولار لا يلعب الدور الرئيسي.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لمواجهة المخطط الروسي الصيني لإزالة النظام العالمي الحالي.

تمرد الدول

أكد الكاتب والباحث في العلاقات الدولية من موسكو أندريه أنتيكوف، أن الهيمنة الأمريكية على العالم تنتهي وذلك بشكل واضح وهناك دول رفضت الانصياع لرغبات أمريكا مثل السعودية مؤخرا.

وأوضح أنتيكوف أن روسيا وجهت ضربات قوية لأمريكا شجعت كثير من الدول على رفض الهيمنة الأمريكية.

وأشار إلى أن هناك مخاوف لدى كثير من الدول في العالم أن يتكرر معهم سيناريو مواجهة الغرب لروسيا ومحاولات تدميرها.