بوتين لأمهات جنود قُتلوا في أوكرانيا: نشعر بآلامكن
2022-11-26
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع 17 من أمهات الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، وقال لمن فقدن أبناءهن في الحرب إنه والقيادة الروسية بكاملها يشاركونهن آلامهن.
وأسفرت الحرب في أوكرانيا عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الجنود من الجانبين، وفقا لتقديرات الولايات المتحدة. وفجر الغزو الروسي أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
ودفعت روسيا بمئات الآلاف من الجنود للقتال في أوكرانيا، بما في ذلك بعض من بين أكثر من 300 ألف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في إطار التعبئة التي أعلنها بوتين في أيلول (سبتمبر).
والتقى بوتين مع الأمهات في مقر إقامته بضيعة نوفو أوجاريوفو خارج موسكو بمناسبة عيد الأم الروسي الذي يوافق يوم الأحد، وظهر الرئيس الروسي في مقطع مصور مسجل وهو يجلس مع الأمهات حول مائدة مستديرة وُضعت عليها أكواب الشاي وقطع حلوى وأطباق التوت الطازج. وابتسمت أمهات كثيرات لحظة دخوله المكان.
وقال بوتين إنه يتفهم قلق وخوف أمهات الجنود وآلام من فقدن أبناءهن في أوكرانيا. ومضى يقول: “أود أن تعرفن أنني شخصيا وباقي قيادة البلاد نشعر بآلامكن”.
وأضاف بوتين وهو يتنهد ويكرر محاولته إبعاد شيء يسد حلقه: “ندرك أنه لا شيء يمكن أن يعوض عن فقد ابن، خاصة للأم… نشارككن الشعور بهذا الألم”.
وشدد أنه لا يشعر بأي ندم على شن ما يسميه “العملية العسكرية الخاصة” لروسيا في أوكرانيا، ووصف الحرب بأنها لحظة فاصلة وقفت فيها روسيا أخيرا في وجه هيمنة غربية متعجرفة بعد عقود من الامتهان في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وتقول أوكرانيا والدول الغربية إن بوتين ليس لديه ما يبرر ما تصفه بأنه غزو استعماري. وتقول أوكرانيا إنها ستقاتل إلى أن تطرد آخر جندي روسي من أراضيها.
“لم يمت هباء”
وأشاد الرئيس الروسي بأبناء الأمهات الحاضرات الذين يدافعون عما سماه “نوفوروسيا” التي تعني “روسيا الجديدة” وهو تعبير من عصر الإمبراطورية القيصرية يستخدمه القوميون الروس في وصف جزء من جنوب وشرق أوكرانيا تطالب به روسيا الآن.
وقال بوتين إنه يتحدث في بعض الأحيان بالهاتف مع جنود روس على الجبهة وإن كلماتهم تجعلهم أبطالا في عينيه.
وأعربت الأمهات، القادمات من جميع أنحاء روسيا ومن مختلف المجموعات العرقية، عن تقديرهن لقيادته وتمنين له التوفيق، قبل أن يتحدثن عن أبنائهن ويقلن إنهم قاتلوا أو ماتوا ببسالة في خدمة قضية نبيلة.
وقالت ماريا كوستيوك إن “العملية العسكرية الخاصة جمعت شملنا” قبل أن تقترح وضع نجمة على أبواب منازل الجنود الذين قتلوا في الحرب مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية.
وتقدم معظمهمن بشكاوى لكنها دارت حول قضايا صغيرة مثل عدم توفير ملابس جيدة للجنود والحاجة إلى المزيد من الطائرات المسيرة على الجبهة أو لا مبالاة بعض المسؤولين.
وقالت نينا بشنيشكينا، وهي امرأة من مقاطعة دونيتسك الأوكرانية توفي ابنها في الحرب، إن خسارته ألهمتها العمل بجدية أكبر لجعل المنطقة، التي ضمتها موسكو من جانب واحد، جزءا من روسيا.
وقال لها بوتين: “لقد عاش ابنك، وقد تحقق هدفه.. هذا يعني أنه لم يمت هباء”.
وأشار أقارب آخرون لجنود قتلوا في الحرب إلى أن الكرملين تجاهل مناشداتهم لإجراء مقابلة وأن الاجتماع الذي استضافه بوتين تم تنظمه بعناية.
وقالت أولغا تسوكانوفا رئيسة مجلس الأمهات والزوجات في رسالة على تلغرام قبل اللقاء إن أولئك الأمهات سيوجهن الأسئلة “المناسبة” التي تم الاتفاق عليها معهن من قبل.
وأضافت: “فلاديمير فلاديميروفيتش، هل أنت إنسان أو من أنت؟ هل لديك الشجاعة للقائنا وجها لوجه وعلى الملأ وليس اللقاء مع أمهات متفق معهن من قبل وأمهات هن في جيبك، إنما مع نساء حقيقيات جئن إلى هنا من مدن مختلفة ليقابلنك؟ ننتظر ردك”.
وكانت آخر مرة كشفت فيها روسيا عن خسائرها في 21 أيلول عندما قال وزير الدفاع سيرغي شويغو إن 5937 جنديا روسيا قُتلوا. لكن هذا الرقم أقل بكثير من معظم التقديرات الدولية.
وقدر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري أن روسيا وأوكرانيا تكبدتا خسائر بشرية بأكثر من 100 ألف جندي سقطوا بين قتيل وجريح.