الفرق بين الدوخة النفسية والعضوية
2022-12-29
الدوخة من الأعراض الشائعة لدى الكثيرين، وتنتج معظم حالات الدوخة المزمنة عن اضطراب جسدي، كما قد تُسبب الاضطرابات النفسية أيضاً الدوخة المزمنة.
ووفقاً لبحث نُشر مؤخراً في مجلة الجمعية الأمريكية لتقويم العظام، يمكن أن تنجم الدوخة المزمنة عن عدد من المشاكل الصحية الأساسية، والتي تشمل في الغالب أمراض القلب وأمراض الجهاز العصبي، إذ تصيب أجزاءً من الأذن الداخلية والدماغ المسؤولة عن التحكم في التوازن، كما تؤدي بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق إلى الشعور بالدوخة.
في السطور التالية، اليكم الفرق بين الدوخة النفسية والعضوية: * الدوخة العضوية
تعمل أجزاء كثيرة من جسمكِ، بما في ذلك عيناكِ ودماغكِ وأذنكِ الداخلية وأعصاب قدميكِ وعمودكِ الفقري معاً، للحفاظ على توازنكِ، لذلك عندما يحدث خلل في جزء من هذا النظام، قد تشعرين بالدوخة، التي يمكن أن تكون علامة على شيء خطير، ويمكن أن تكون خطيرة إذا تسببت في الأغماء والسقوط. ويمكن أن تنجم الدوخة العضوية عن:
– مشكلة في الأذن الداخلية
تحدث الدوخة أحياناً نتيجة مشاكل في الأذن الداخلية
إذا كنت تشعرين وكأنكِ في دوار أو أن الغرفة تتحرك من حولكِ، فهذه علامة كلاسيكية على نوع معين من الدوخة يسمى الدوار، وعادة ما يزداد سوءاً عند تحريك رأسكِ، وهو من أعراض وجود مشكلة في الأذن الداخلية أو جزء من جذع الدماغ الذي يحكم التوازن. والنوع الأكثر شيوعاً هو دوار الوضعة الانتيابي الحميد، الذي غالباً ما يحدث بسبب الانهيار الطبيعي للخلايا نتيجة تقدم العمر. ويمكن أن تسبب إصابة في الرأس هذا الدوار أيضاً، إذ تشعرين بالدوخة لفترة وجيزة عندما تميلين رأسكِ أو تتحركين، وخصوصاً عندما تتحركين في السرير أو تجلسين، وهي ليست خطيرة وعادة ما تزول من تلقاء نفسها.
– التهاب أعصاب الأذن يمكن أن يسبب التهاب الأعصاب في أذنيكِ أيضاً الدوار، ويمكن أن يكون إما التهاب العصب الدهليزي أو التهاب التيه. ويشير التهاب العصب الدهليزي إلى التهاب العصب الدهليزي فقط، بينما يشمل التهاب التيه كلاً من العصب الدهليزي والعصب القوقعي، وكلا الحالتين ناتجتان عن عدوى فيروسية عادةً، ولكن يمكن للبكتيريا الناتجة عن التهاب الأذن الوسطى أو التهاب السحايا أن تشق طريقها إلى الأذن الداخلية أيضاً، وفي هذه الحالة تظهر الدوخة عادة فجأة، وقد ترن بأذنيكِ، أو تشعرين بالغثيان والحمى وألم الأذن، كما يمكن أن تستمر الأعراض عدة أسابيع.
– مرض منيير
يعاني الأشخاص المصابون بمرض منيير من الكثير من السوائل في أذنهم الداخلية، وتؤدي هذه الحالة إلى فترات شديدة من الدوار يمكن أن تستمر لساعات، وقد تشعرين بالامتلاء أو الضغط في أذن واحدة، كما تشمل الأعراض الأخرى رنيناً في أذنيكِ وفقدان السمع والغثيان، إضافة إلى الإرهاق بعد مرور النوبة. ولا يعرف الأطباء أسباب هذا المرض ولا يوجد علاج له، فيما يُعالج عادةً بتغيير النظام الغذائي (نظام غذائي قليل الملح) وأدوية للسيطرة على الدوخة.
– أمراض القلب والأوعية الدموية
يمكن أن تكون الدوخة علامة على وجود مشكلة في تدفق الدم الي الدماغ، إذ يحتاج دماغكِ إلى إمداد ثابت من الدم الغني بالأكسجين، وإذا لم يحدث ذلك، يمكن أن تصابي بالدوخة وحتى الإغماء، وتتضمن بعض أسباب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ جلطات الدم وانسداد الشرايين وفشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب، وبالنسبة لكثير من كبار السن، يمكن أن يؤدي الوقوف فجأة إلى انخفاض حادّ في ضغط الدم.
– الآثار الجانبية لبعض الأدوية العديد من لوائح الأدوية تسرد الدوخة كأثر جانبي محتمل، منها المضادات الحيوية، بما في ذلك الجنتاميسين والستربتومايسين، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المضادّة للتشنج، وأدوية ضغط الدم، والمهدئات.
– الجفاف كثير من الناس لا يشربون ما يكفي من السوائل لتعويض السوائل التي يفقدونها كل يوم عندما يتعرقون ويتنفسون ويتبولون، وهي مشكلة خاصة بكبار السن ومرضى السكري، فعندما تصابين بالجفاف الشديد، يمكن أن ينخفض ضغط الدم ولا يحصل مخكِ على ما يكفي من الأكسجين، وستشعرين نتيجة لذلك بالدوخة، كما تشمل الأعراض الأخرى للجفاف الشعور بالعطش والتعب والبول الداكن.
– انخفاض سكر الدم
عادة يصاب مرضى السكري بالدوخة إذا انخفضت كمية السكر (الجلوكوز) بشكل كبير، مما يؤدي إلى الجوع والارتعاش والتعرّق والارتباك. ويعاني بعض الأشخاص غير المصابين بالسكري أيضاً من مشكلة انخفاض نسبة السكر في الدم، لكن هذا نادر الحدوث، والحل السريع هو أن تناول مشورب يحتوي على السكر، مثل العصير أو تناول قطعة حلوى.
* الدوخة النفسية
راجع الباحثون الدراسات المنشورة حول العلاقة بين الاضطرابات النفسية والدوخة، ووجدوا أن الاضطرابات النفسية التي غالباً ما تكون مرتبطة بالقلق، قد تكون موجودة لدى ما يصل إلى 15% من المرضى الذين يعانون من الدوخة.
والعلاقة بين القلق والدوخة معقدة، إذ يعاني بعض الأشخاص من الدوخة بسبب قلقهم، بينما يصاب آخرون بالدوار ثم يشعرون بالقلق حيال ذلك، كما كشفت دراسة أجريت عام 2012 عن وجود علاقة قوية بين الدوخة المزمنة والاكتئاب والقلق. ويمكن أن يسبب القلق الدوخة بعدة طرق:
– الإغماء الوعائي المبهمي: يحدث هذا السبب الشائع للإغماء عندما ينخفض ضغط الدم فجأة، مما يجعل الشخص يشعر بالدوار والارتباك، وغالباً ما يحدث هذا النوع من الدوخة في حالة القلق بشأن الإجراءات الطبية أو رهاب الإبر.
– الأحاسيس الذاتية: قد يجعل القلق الشخص يشعر بعدم الاستقرار العاطفي، مما قد يسبب الشعور الذاتي بالدوار، وقد وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن الشعور بالقلق والانطوائية عامل خطر للإصابة بدوخة ذاتية مزمنة.
– فرط التنفس: قد يعاني بعض الأشخاص، وخاصة أولئك الذين يعانون من نوبات هلع أو ذكريات الماضي، من فرط التنفس عندما يشعرون بالقلق، وهذا التنفس غير الطبيعي يحرم الدماغ من الأكسجين، ويمكن أن يجعل الشخص يشعر بالدوخة أو حتى الإغماء.