أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، عن الأسير الفلسطيني ماهر يونس، من بلدة عارة، بعد قضاء 40 عاما في سجون الاحتلال.
ويعد الأسير ماهر يونس، أقدم أسير في العالم، وهو عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، حيث قضى فترة الحكم الصادر ضده كاملة داخل معتقلات الاحتلال.
وقالت مؤسسات الأسرى، إن عميد الأسرى الفلسطينيين ماهر يونس حر بعد أن أمضى كامل مدة حكمه البالغة 40 عامًا، وهو الآن في طريقه إلى منزل عائلته ومسقط رأسه.
وكانت سلطات الاحتلال مارست ضغوط كبيرة على عائلة الأسير يونس، من أجل عدم القيام باحتفالات أو نصب خيام استقبال للتهنئة بالإفراج عنه، محذرة العائلة من القيام بأي مظاهر احتفال، أو رفع العلم الفلسطيني.
معلومات عن ماهر يونس
ولد ماهر عبد اللطيف عبد القادر يونس (65عاماً)، في بلدة غارة في داخل فلسطين المحتلة، بتاريخ 9/1/1958، وهو شقيق واحد لخمس شقيقات، أنهى دراسته الابتدائية في مدارس القرية، ثم التحق بالمدرسة الزراعية في مدينة الخضيرة.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في يوم 18/1/1983، وذلك بعد اعتقال ابن عمه كريم يونس بأسبوعين، وبعد التحقيق معه وجهت له النيابة العسكرية التابعة لدولة الاحتلال تهمة الانتماء إلى حركة فتح، وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، وقتل جندي إسرائيلي.
أصدرت محاكم الاحتلال على يونس في بداية اعتقاله حكماً بحقه بالإعدام شنقا برفقة الأسيرين كريم وسامي يونس.
بعد شهر عادت محكمة الاحتلال وأصدرت حكماً بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وبعد جهود قانونية حثيثة، حددت سلطات الاحتلال في أيلول من العام 2012 حكم المؤبد 40 عاماً، لعدد من أسرى الداخل من بينهم الأسير ماهر يونس.
وجرى اعتقال الأسير يونس قبل أن يتزوج، وهو بذلك أمضى فترة شبابه في المعتقل دون أن يؤسس عائلة، وحرمه الاحتلال من التعرف على أبناء وبنات أشقائه، بقرار من المحكمة المركزية في الناصرة حيث قضت بحرمانه من زيارة ذويه من الدرجة الثانية، كما تم رفض التماس تقدم به الأسير عام 2008 لرؤية والده وهو على فراش الموت، ليتوفى دون أن يراه أو يقوم بوداعه بعد سنوات من الانقطاع.
وقال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن ماهر يونس هو ثان أسير فلسطيني يقضي 40 عاما على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف فروانة، أن ماهر يونس يعتبر أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد خروج ابن عمه “كريم يونس” قبل أيام، وهو أيضاً أحد الأسرى القدامى المعتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو، وممن تم الاتفاق مع بدء المفاوضات السياسية أواخر تموز/ يوليو من العام 2013 على إطلاق سراحهم على 4 دفعات.
وذكر فروانة أنه مع خروج ماهر من السجن يبقى في سجون الاحتلال (23) أسيرا معتقلين منذ ما قبل أوسلو
البحث عن الحرية.
وقال عميد الأسرى ماهر يونس في رسالة قبل الإفراج عنه بيومين: “تحية لكل من قال أنا فلسطيني وحر، أتطلع إلى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حر بينكم، بعد أن ملت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان، متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، كما أنني متحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة لنلتف سويا حول قضايانا ومستقبلنا”.
وأضاف: “قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي، وما زلت حياً، وقادرا على العيش”.
وأضاف يونس في رسالته “أنتظر حريتي بكل حزن وألم، لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان، أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلقي قريباً جميعا أحرار”.