كيف تؤثر اضطرابات روسيا على الأسواق؟
2023-06-25
يترقب المستثمرون التطورات الأخيرة في روسيا، إذ من المتوقع توجه البعض منهم إلى الملاذات الآمنة مثل السندات الحكومية الأميركية والدولار.
قامت مجموعة “فاغنر” بقيادة يفغيني بريغوزين، الحليف السابق للرئيس فلاديمير بوتين ومؤسس جيش “فاغنر”، بعملية عسكرية مضادة على الجيش الروسي ليتقدموا بمعظم الطريق إلى موسكو بعد الاستيلاء على مدينة روستوف.
وبعد إعلان الكرملين أنه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية المقامة ضد بريغوزين ومغادرته الأراضي الروسية إلى بيلاروسيا، بدأ مقاتلو فاغنر، السبت، انسحابهم من مقر القيادة العسكرية في روستوف.
في المقابل، أكد الكرملين أن التمرّد الذي نفّذته مجموعة “فاغنر” لن يؤثّر على الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا، حيث تشهد جبهات القتال الروسي الأوكراني، اليوم الأحد، معارك شرسة بين الطرفين.
وقد شهدت الأسواق تقلبات كبيرة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
وبعد أحداث يوم السبت، قال بعض المستثمرين إنهم يركزون على التأثير المحتمل على الأصول الآمنة مثل سندات الخزانة الأميركية وأسعار السلع، خاصة أن روسيا هي مورد رئيسي للطاقة.
في هذا السياق، قال رئيس إستراتيجية الأسواق في “TD Securities” نيويورك جينادي جولدبيرج: “من المؤكد أن نرى ما سيحدث في اليومين المقبلين، ولكن إذا استمرت حالة عدم اليقين بشأن القيادة في روسيا، فقد يتدفق المستثمرون إلى الملاذات الآمنة”، وفق “رويترز”.
وقال جولدبيرج إنه على الرغم من خفض التصعيد، “قد يظل المستثمرون قلقين بشأن عدم الاستقرار اللاحق ، ويمكن أن يظلوا حذرين”.
أعادت الأحداث في روسيا إحياء مخاوف قديمة في واشنطن بشأن ما يحدث للمخزون النووي الروسي في حالة الاضطرابات الداخلية.
وقال كبير الاستراتيجيين العالميين في “LPL Financial” كوينسي كروسبي: “الأسواق عادة لا تستجيب بشكل جيد للضبابية وحالة عدم اليقين”.
“إذا تصاعدت حالة عدم اليقين، فسنرى عروض شراء أكثر على سندات الخزانة والذهب، كما يميل الين الياباني إلى تحقيق المكاسب في مثل هذه الظروف”، مشيرًا إلى أصول الملاذ الآمن التي يلجأ لها المستثمرون عندما ترتفع المخاطر.
وقال استراتيجي الاستثمار العالمي في “Argyll Europe”، إنه بينما يعني خفض التصعيد أن الأسواق قد لا تتفاعل كثيرًا الآن، إلا أن من الواضح أن بوتين ضعيف وستكون هناك المزيد من التطورات”.
ويرى أن الدولار الأميركي يجد “بعض الدعم مع عودة السوق إلى المضاربات بشأن رفع أسعار الفائدة والتخفيضات واحتمالية الركود في الاقتصادات المختلفة”.
كانت الأسهم في مسار تصاعدي خلال الأشهر الأخيرة، مما زاد من احتمالية ارتفاع عمليات البيع وتحقيق الأرباح خلال الأسابيع الماضية.
منذ بداية العام، ارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 13%، على الرغم من أنه فقد قوته في الأيام الأخيرة بعد أن أدلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشهادة الأسبوع الماضي أشار فيها إلى احتمالية المزيد من رفع أسعار الفائدة في المستقبل.
وبحال تفاقمت الأزمة في روسيا وأيضا في أوكرانيا، فقد يعني ذلك عودة أسعار السلع للصعود، وبالتالي قد يضطر الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى لرفع الفائدة لضبط ارتفاع الأسعار الناتجة عن حالة عدم اليقين.
حتى اللحظة، يرى بعض المحللين عدم حدوث ردة فعل قوية بسبب عودة الهدوء إلى المشهد السياسي في روسيا.
بحسب كبير استراتيجيي السوق في “Colony Group” ريتش شتاينبيرج، فإن الأسواق ستتعامل مع ما حصل على أنه خطر جيوسياسي آخر وقد انخفضت التوترات قصيرة الأجل بسبب التراجع عن التصعيد.