الأربعاء , ديسمبر 18 2024

طفلان مصريان يحولان المناهج الدراسية الصعبة لأفلام كارتون

بينما كان البرلمان المصري يعكف على مناقشة طلبات إحاطة حول صعوبة منهج الصف الرابع الابتدائي، كان الطفلان أحمد يسري وأحمد مجدي منخرطان في إنتاج أفلام كارتون مستوحاة من النصوص الدراسية، بهدف عرض المحتوى التعليمي بطريقة مبسطة وشيقة.

خطوة المبتكرين الصغيرين جاءت كحصاد لدورة تدريبية شاركا فيها مؤخرا، عن فن الدوبلاج واستخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى تعليمي مشوق، بأيادي الأطفال أنفسهم.

وكان منهج الصف الرابع الابتدائي وشكاوى أولياء أمور الطلبة من صعوبته، قد أثار أزمة في مصر، وصل صداها إلى البرلمان.

وتقدم عدد من البرلمانيين، قبل أيام، بطلبات إحاطة ضد وزير التربية والتعليم بخصوص مناهج الصف الرابع الابتدائي، وشكوا من صعوبته بما يفوق استيعاب الطلاب في هذه السن الصغيرة.

ويروى أحمد مجدي، الطالب في الصف الرابع الابتدائي بإحدى مدارس اللغات في مصر، أنه سعى لاستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تبسيط الدروس المقررة على الصف الذي يدرس به.

ويقول الطالب، إنه “يهتم بكل ما يتعلق بفنون الغرافيك والدوبلاج”، والتحق بدورات تدريبية لتنمية مهاراته، ونجح بمساعدة مدربته ووالدته في إنتاج محتوى مبسط، وقام بعمل دوبلاج لدرس في مادة اللغة العربية، بهدف تقديم محتوى تعليمي مميز لزملائه.

أما كريم يسري، الطالب في الصف السادس الابتدائي، فاستطاع شرح إحدى القواعد النحوية باستخدام فيلم كارتوني.

ويقول كريم : “وردت لي فكرة عرض القواعد النحوية بتقنية الغرافيك والكارتون، فاستغليت حصيلة ما تعلمه في هذا المجال، لتنفيذ محتوى يخدم العملية التعليمية ويبسط لزملائي القواعد النحوية المعقدة”.

وبدوره، يؤكد يسري عثمان، والد كريم، أن نجله لديه “شغف بالتكنولوجيا والغرافيك والألعاب الإلكترونية، مما دفعه لتحويل هذا الشغف إلى منتج، عبارة عن محتوى تعليمي بطريقة مبسطة”.

من جانبها، تقول مدربة الذكاء الاصطناعي، رضا الكرداوي، إنها تعمل مذيعة في الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، ومهتمة بنقل التكنولوجيا المستخدمه في الإعلام إلى مجال التعليم.

وتضيف: “أثناء إشرافي على تدريب الأطفال ـ من بينهم يسري ومجدي ـ على إنتاج أفلام كارتونية بنظم تكنولوجية، وجدت لديهم استعدادا فطريا لإنتاج أفلام كارتونية تعليمية، ذات قيمه علمية”.

وتتابع قائلة إنها “دربت الأطفال على إضافة وسائل إيضاح للمادة العلمية، تُستخدم في الإعلام، مثل الفيديوهات التعليمية، فتعلموا صنع ذلك بأنفسهم، وأنتجوا أفلاما كارتونية لموضوعات نحوية، وتناولوها بأسلوب جذاب يخاطب كل المستويات والفئات، من بينها فئة ذوي الهمم”.

وتستكمل الكرداوي حديثها، قائلة: “جرى تحويل بعض الدروس إلى أفلام كارتونية، مصحوبة بالترجمة بلغة الإشارة، ليتمكن الأطفال الصم من فهم الدرس، وكذلك ليتمكن المكفوفون من سماعها واستيعابها”.

وتشير المدربة الإعلامية، إلى أنها “تأمل في تحويل المناهج والكتب إلى محتوى مرئي ومسموع على المنصات التعليمية وغيرها، بهدف جذب الشباب للقراءة والاستماع للمؤلفات بطريقه جذابة تضيفها المؤثرات الصوتية والمرئية”.

وقالت الكرداوي إنها تتمنى أن تلتفت وزاره التعليم لهذه الفكره، حتى ينتهي عصر كامل من الملل أثناء تحصيل الطلاب المادة العلمية، والانتقال لعصر إبداعي جديد.

وتحرص وزارة التعليم في مصر على تقديم محتوى تعليمي يتماشي مع متطلبات العصر الحديث من حيث استخدام الذكاء الاصطناعي والغرافيك والدراما، من أجل توصيل المعلومات بصورة مشوقة إلى الطلبة والطالبات في مختلف المراحل التعليمية.

وتؤكد مديرة مركز تطوير المناهج بوزارة التعليم، نوال شلبي، أنه جرى إعداد مناهج الصف الرابع الابتدائي “بطريقة مطورة، تعتمد أكثر على الفهم وليس الحفظ والتلقين، مما يساعد على تنمية شخصية الطالب”.

وتتابع: “مادة تكنولوجيا المعلومات المقررة على طلبة الصف الرابع الابتدائي هذا العام، تمكن الطفل من اكتشاف ذاته والبيئة المحيطة به”.

وأفادت مديرة التطوير والمناهج، بأن ابتكارات الطفلين يسري ومجدي لتبسيط المحتوى الدراسي، تعد “أحد نتائج التعلم التي تحاول وزارة التعليم تنميتها في هذا الجيل”.

ووعدت المسؤولة المصرية بعرض إنتاج الطفلين على لجنة العلوم بمركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم لتقييمها، وبحث إمكانية عرضها للطلبة.

شاهد أيضاً

تغلب على الجو الحار الذي يسبب الأرق بخطوات بسيطة

خلال أشهر الصيف، يلجأ البعض إلى استخدام المراوح أو أجهزة التكييف وحتى النوم فوق الأغطية …