ماذا يسبب مرض أوزغود شلاتر للمراهقين؟
2023-08-03
تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الخميس، مرض أوزغود شلاتر الذي يُعد سببًا شائعًا لألم الركبة لدى المراهقين في مرحلة النمو، وهو عبارة عن التهاب في المنطقة الواقعة أسفل الركبة مباشرة حيث يتصل الوتر من الرضفة (Patellar tendon) بعظم الساق (Tibia).
وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ أسباب مرض أوزغود شلاتر، وأعراضه التي غالبا ما تحدث بسبب بعض الأنشطة الرياضية، إضافة إلى كيفية التشخيص، وطرق العلاج، ومدى الحاجة إلى تدخل جراحي.
غالبًا ما يحدث داء أوزغود شلاتر أثناء طفرات النمو، عندما تتغير العظام والعضلات والأوتار بسرعة. ونظرًا لأن النشاط البدني يضع ضغطًا إضافيًا على العظام والعضلات، فإن الأطفال الذين يشاركون في ألعاب القوى – وخاصة رياضة الجري والقفز – معرضون لخطر متزايد للإصابة بهذه الحالة. ومع ذلك، قد يواجه المراهقون الأقل نشاطًا هذه المشكلة أيضًا. في معظم حالات مرض) Osgood-Schlatter (، فإن الإجراءات البسيطة مثل الراحة والثلج والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية وتمارين الإطالة والتقوية ستخفف الألم وتسمح بالعودة إلى الأنشطة اليومية. تمتلك عظام الأطفال والمراهقين منطقة خاصة ينمو فيها العظم تسمى صفيحة النمو(Growth Plate) . صفائح النمو هي مناطق من الغضروف تقع بالقرب من نهايات العظام. عندما يكتمل نمو الطفل، تتصلب صفائح النمو وتتحول إلى عظام صلبة. تعمل بعض صفائح النمو كمواقع ربط للأوتار، وهي الأنسجة القوية التي تربط العضلات بالعظام.
ما الذي يسبب مرض أوزغود شلاتر؟
ينتج داء أوزغود شلاتر عن تهيج صفيحة نمو العظام. بينما لا يزال الطفل ينمو، تتكون مناطق النمو هذه من الغضاريف بدلاً من العظام. لا يكون الغضروف أبدًا قويًا مثل العظام، لذا فإن المستويات العالية من الإجهاد يمكن أن تتسبب في إصابة لوحة النمو وتضخمها. يمكن أن تؤدي أي حركات تمديدٍ متكررٍ للساق إلى إيلام عند النقطة التي يتصل فيها الوتر الرضفي (Patellar tendon)بأعلى عظمة الساق. الأنشطة التي تضغط على الركبة – خاصةً القرفصاء أو الانحناء أو الجري صعودًا (أو درجات الملعب) – تتسبب في إصابة الأنسجة المحيطة بالنمو وتضخمها.
الأعراض:
غالبًا ما تحدث الأعراض المؤلمة عن طريق الجري والقفز والأنشطة الأخرى المتعلقة بالرياضة. في بعض الحالات، تظهر الأعراض على كلتا الركبتين، على الرغم من أن إحدى الركبتين قد تكون أسوأ من الأخرى. تشمل الأعراض آلاماً في الركبة وتورماً عند جزء الساق(Tibia) ، إضافة إلى عضلات مشدودة في الجزء الأمامي أو الخلفي من الفخذ.
الفحص الطبي:
خلال الموعد، سيناقش الطبيب أعراض طفلك وصحته العامة. سيقوم بإجراء فحص شامل للركبة لتحديد سبب الألم. وسيشمل ذلك الضغط على المنطقة المصابة في الساق، والتي يجب أن تكون مؤلمة لطفل مصاب بمرض أوزغود شلاتر. بالإضافة إلى ذلك، قد يطلب الطبيب أيضًا من طفلك المشي أو الجري أو القفز أو الركوع ليرى ما إذا كانت الحركات تسبب أعراضًا مؤلمة. قد يطلب طبيب طفلك أيضًا صورة بالأشعة السينية لركبة طفلك للمساعدة في تأكيد التشخيص أو استبعاد أي مشاكل أخرى.
العلاج:
يركز علاج مرض (Osgood-Schlatter) على تقليل الألم والتورم. يتطلب هذا عادةً الحد من نشاط التمرين حتى يتمكن طفلك من الاستمتاع بالنشاط دون إزعاجٍ أو ألمٍ شديد بعد ذلك. في بعض الحالات، يلزم الاستراحة من النشاط لعدة أشهر، يتبعها برنامج تكييف القوة. ومع ذلك، إذا لم يكن طفلك يعاني من قدر كبير من الألم أو العرج، فقد يكون من الآمن له الاستمرار في ممارسة الرياضة.
قد يوصي طبيب طفلك بطرق علاج إضافية، بما في ذلك:
– تمارين الإطالة: قد تساعد تمارين الإطالة للجزء الأمامي والخلفي من الفخذ (عضلات الفخذ الرباعية وعضلات المأبض) في تخفيف الألم ومنع عودة المرض. – العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات): تقلل الأدوية مثل الأيبوبروفين والأسبرين والنابروكسين الألم والتورم. – الثلج: قد يقلل وضع الثلج على المنطقة الملتهبة من الألم والتورم. استخدم الكمادات الباردة لمدة 20 دقيقة في كل مرة، عدة مرات في اليوم. لا تضع الثلج مباشرة على الجلد.
هل هناك حاجة لإجراء جراحة لمرض أوزغود شلاتر؟
في أغلب الحالات لا يوجد حاجة لإجراء عملية جراحية. وذلك لأن صفيحة نمو الغضروف تتوقف في النهاية عن نموها وتمتلئ بالعظام عندما يتوقف الطفل عن النمو. العظم أقوى من الغضروف وأقل عرضة للتهيج. يزول الألم والتورم بسبب عدم وجود صفيحة نمو جديدة للإصابة. في معظم الحالات ينتهي الألم المرتبط بمرض أوزغود شلاتر عندما يتوقف المراهق عن النمو. يُنصح بإجراء الجراحة فقط إذا كانت هناك أجزاء من العظام لم تلتئم. لا يتم إجراء الجراحة أبدًا للشخص الرياضي، حيث يمكن أن تتلف صفيحة النمو. إذا استمر الألم والتورم على الرغم من العلاج، يجب إعادة فحص الرياضي من قبل الطبيب بانتظام. إذا استمر التورم في الزيادة، يجب إعادة تقييم المريض والتحري عن أسباب أخرى محتملة.