الأحد , سبتمبر 29 2024

كيف تغير شكل الحرب في أوكرانيا؟

شهدت الأسابيع الأخيرة من عمر الحرب الروسية الأوكرانية تغيراً كبيراً في استراتيجيات الحرب لدى الجانبين بعد نحو 18 شهراً على بدئها في (شباط) من العام الماضي.

وبعد أن بدأت الحرب بشكل الغزو التقليدي، ونجحت القوات الروسية خلال الأيام الأولى منها في الوصول إلى مشارف العاصمة كييف، تحولت الحرب بعد عام ونصف العام للسيطرة على المناطق التي تحمل أهمية استراتيجية، على حساب السيطرة على مناطق واسعة.

وبحسب محللين عسكريين، فإن الخطوط الحمراء للحرب أصبحت أقل بالنسبة للجانبين، مع استهداف كييف أكثر من مرة للعاصمة الروسية موسكو، وضرب أهداف مهمة مثل جسر القرم، وكذلك استمرار روسيا في ضرب منشآت حساسة استراتيجية أوكرانية.

تكتيكات عسكرية

وقال معهد دراسات الحرب (ISW) إن القوات الأوكرانية تحرز تقدماً في هجومها المضاد حتى لو كانت المكاسب العامة محدودة، مشيراً إلى أن القوات الروسية أخذت وضعية الدفاع في بعض المناطق ونشرت تحصينات كبيرة على طول خط المواجهة.

وفي حين تركز روسيا على شن هجمات تستهدف السيطرة على مقاطعة خاركيف، وتحديداً مدينة كوبيانسك، انسحبت القوات الأوكرانية من أجزاء واسعة من مناطق القتال وأخلت 37 بلدة بسبب عمليات القصف.

لكن مركز الأبحاث الأمريكي يشير إلى أن القوات الأوكرانية تحقق “تقدماً مهماً من الناحية التكتيكية” في غرب إقليم زابوريجيا، حيث استمرت العمليات الهجومية المضادة على ثلاثة قطاعات على الأقل من الجبهة، وفق ما ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن القوات الأوكرانية بدأت عمليات لاستنزاف القوات الروسية في أكثر من محور، وتجنبت القتال في بعض المناطق التي حصنتها القوات الروسية بشكل مكثف مثل باخموت، مقابل محاولة فتح جبهات جديدة.

ويشير الخبير العسكري يوسف الشرقاوي إلى أن الجانبين تخليا عن فكرة السيطرة على مناطق واسعة من خط الجبهة، وتحولا إلى السيطرة المكثفة على بعض المناطق، ومحاولة شن هجمات في الخاصرة الأضعف لكل طرف.

ويقول في حديث لـ24 إن القوات الأوكرانية تزيد وتقلل من سخونة بعض مناطق خط الجبهة بشكل متكرر، لاستنزاف القوات الروسية، ومحاولة البحث عن أهداف سهلة مثل قوافل الإمداد والدعم اللوجيستي التي يمكن استهدافها بسهولة أكبر من القوات في الخطوط الأمامية التي غالباً ما تكون مدعومة بغطاء جوي ومدفعي كبير.

ويشير إلى أن روسيا في المقابل بدأت تعتمد على حقول الألغام كخط دفاعي متقدم أمام قواتها في المناطق التي تسيطر عليها، لإعاقة تقدم القوات الأوكرانية، لافتاً إلى أن نجاح هذا التكتيك مرهون بالقدرة على منع الجيش الأوكراني من استخدام قدراته الصاروخية لاستهداف القوات الروسية.

وأكد أن الجيش الأوكراني استفاد بشكل كبير من إمدادات الأسلحة الغربية مثل الصواريخ والمدفعية، إلا أن بعض الأسلحة خاصة الذخائر العنقودية التي تسلمتها كييف من واشنطن مؤخراً لم يتضح تأثيرها بعد على سير المعارك على الأرض.

المسيّرات..تغيير المعادلة

وزاد اعتماد الجانبين، خاصة أوكرانيا على الطائرات المسيّرة في تنفيذ هجمات ضد أهداف خارج الحدود، أو ضد أهداف بحرية روسية، وكذلك منطقة القرم التي احتلتها روسيا عام 2014، في حين كانت روسيا وما زالت تعتمد على المسيرات في شن هجمات مكثفة على أوكرانيا لتشتيت الدفاعات الجوية الأوكرانية.

ويقول تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن “أوكرانيا غيرت ميزان القوة العسكرية في البحر الأسود في الأشهر الأخيرة، باستخدام طائرات بدون طيار للرد على البحرية الروسية الأكثر قوة، وتهديد خطوط الإمداد العسكرية الروسية وممرات الشحن”.

وتضيف “سمحت الطائرات بدون طيار محلية الصنع، الصغيرة وغير المكلفة والتي يصعب التصدي لها، لأوكرانيا بفتح جبهة جديدة في الحرب، ومهاجمة أهداف عسكرية استراتيجية في البحر الأسود، بما في ذلك مقر أسطول موسكو في شبه جزيرة القرم والجسر الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا”.

شاهد أيضاً

345 يوماً للحرب .. الاحتلال يواصل مجازره في غزة

دخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ345 على التوالي، وسط تواصل لحرب الإبادة …