الأربعاء , ديسمبر 18 2024

دراسة: كتب الأطفال ترسخ مفاهيم التفرقة بين الجنسين

عندما يكون بطل القصة ذكرا فإن التركيز يكون على المهن والأدوات، في حين أن الحديث عن الفتيات يقتصر على المودة والتواصل

 

حذرت دراسة جديدة من أن كتب الأطفال يمكن أن تؤدي إلى إدامة صور نمطية تنطوي على تفرقة بين الجنسين، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية نقلًا عن دورية Psychological Science.

وقام فريق من جامعة كارنيغي ميلون وجامعة ويسكونسن ماديسون بتحليل أكثر من 240 كتابًا تم تأليفها للأطفال، الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات أو أقل.

كما توصل الباحثون إلى أن الكتب التي تدور حول شخصية رئيسية من الذكور كانت في كثير من الأحيان حول المهن، في حين أن الكتب التي تدور أحداثها حول بطلة كانت تدور حول المودة.

صور نمطية

من جانبها، قالت مولي لويس، الباحثة الرئيسية في الدراسة: إن “بعض الصور النمطية التي تمت دراستها في أدبيات علم النفس الاجتماعي موجودة في كتب الأطفال، مثل أن الفتيات يجدن القراءة والصبيان يجيدون الرياضيات”.

ويعتقد الباحثون أن الكتب التي تشتمل على مفاهيم تفرقة بين الجنسين، التي تُقرأ للأطفال في سن مبكرة “يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في ترسيخ مفاهيم التفرقة بين الذكور والإناث لدى الأطفال الصغار”.

بطلات القصص يرتبطن بالعاطفة

كما اكتشف فريق الباحثين أن الكتب التي تحتوي على ذكر أو أنثى بطل الرواية كانت أكثر عرضة لاستخدام مفردات لغة تستهدف شخصيتها الرئيسية على وجه التحديد، إذ ركزت الكلمات المرتبطة بالإناث على العاطفة والكلمات المتعلقة بالمدرسة وأفعال الاتصال مثل “شرح” و”استمع”.

وفي الوقت نفسه، ركزت الكلمات المرتبطة بالذكور بشكل أكبر على المهن والنقل والأدوات، مع تركيز أقل على الاحتياجات العاطفية.

فيما قالت البروفيسورة لويس: “إن جمهور هذه الكتب مختلف، حيث إن الفتيات غالبًا ما يقرأن كتب الفتيات النمطية، ويقرأ الأولاد كتب الأولاد بشكل نمطي في أغلب الأحيان”.

تحيز لنفس الجنس

ومن المرجح أن تقرأ الفتيات كتبًا تتضمن بطلات من الإناث أكثر من الأولاد. وبسبب هذه التفضيلات، فإنه من المرجح أن يكون الأطفال أكثر عرضة للتحيز إلى نفس الجنس أكثر من الجنس الأخرى.

وللوصول إلى هذا الاستنتاج، قام الباحثون بدراسة ما مجموعه 247 كتابًا تستهدف الأطفال دون سن الخامسة من مجموعة كتب الأطفال في ويسكونسن.

ولاحظ الباحثون أن الكتب، التي تستهدف الفتيات تستخدم لغة متحيزة أكثر من تلك التي تستهدف الأولاد. ويعزي الباحثون السبب إلى أنه ربما يرجع إلى اعتبار “الذكر” تاريخيًا هو الجنس الافتراضي، وبالتالي جاءت الكلمات والعبارات، التي يتم ترميزها بواسطة الإناث أكثر من المعتاد وكانت أكثر بروزًا.

الكتب الخيالية للكبار

وقال مارك سايدنبرغ، أستاذ علم النفس في جامعة ويسكونسن، ماديسون والباحث المساهم في الدراسة: إن “بيانات الدراسة ليست سوى جزء من القصة – إذا جاز التعبير” أو بعبارة أخرى يمكن أن تكون المشكلة أعمق وأكبر من ذلك، حيث أن الدراسة استندت في استنتاجاتها على “الكلمات الموجودة في كتب الأطفال”، ولكن لم تتطرق إلى “الخصائص الأخرى المهمة مثل موضوع القصة والعواطف التي تثيرها والطرق التي توسع بها الكتب معرفة الأطفال بالعالم”.

ترسيخ المفاهيم

وقالت بروفيسور لويس: إنه “غالبًا ما يكون هناك نوع من دورة التعلم عن القوالب النمطية الجنسانية، حيث يتعلم الأطفال الصور النمطية في سن مبكرة ثم يديمونها مع تقدمهم في السن”.

ويمكن أن تكون هذه الكتب وسيلة لتوصيل المعلومات حول الجنس الآخر، ومن ثم فإن هناك حاجة إلى إيلاء بعض الاهتمام لما يمكن أن تكون عليه هذه الرسائل والتفكير بجدية لحماية الأطفال منها.

شاهد أيضاً

تغلب على الجو الحار الذي يسبب الأرق بخطوات بسيطة

خلال أشهر الصيف، يلجأ البعض إلى استخدام المراوح أو أجهزة التكييف وحتى النوم فوق الأغطية …