لا أحد منا يعرف كم من الوقت لديه ليعيش. ولكن ما نعرفه هو أنّه في معظم المجتمعات حول العالم، يزيد معدل العيش لدى النساء عن ذاك الذي للرجال. لماذا تعيش النساء لمدة أطول من الرجال؟ -الهرمونات يلعب هرمون الإستروجين دورًا كبيرًا في مساعدة النساء على العيش لفترة أطول، بحسب موقع HuffPost.
يبرز ذاك الدور فعلاً على الأقل حتى انقطاع الطمث وانخفاض مستويات هرمون الإستروجين بشكل طبيعي. فالإستروجين يحافظ على صحة الأوعية الدموية عن طريق المساهمة في توسّعها وتحسين وظيفة الخلايا البطانية، ما يمكن أن يحسّن تدفق الدم ويقلّل من خطر الإصابة بتصلّب الشرايين، وهو سبب رئيسي لأمراض القلب.
هذا، بالاضافة الى قدرته على تحسين مستويات الكوليسترول عن طريق خفض مستوياته الضار ورفع مستويات الكوليسترول الجيد. -الرجال أكثر عرضةً لسلوكيات خطرة: ما يجعل النساء يعشن لفترة أطول من الرجال أيضًا هو أنّهن لا ينخرطن في سلوكيات خطرة في كثير من الأحيان.
فالرجال أكثر عرضةً للانخراط في السلوكيات الاجتماعية الخاطئة مثل التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات واتخاذ خيارات غذائية سيئة.
تزيد هذه السلوكيات خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض الكلى المزمنة، وتليّف الكبد، والسمنة.
كما أنّ الرجال أكثر عرضةً للعمل في وظائف خطيرة، والقيادة بشكل متهور، والمجازفة بشكل أكبر في الرياضة. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوع حوادث وإصابات.
-اختيار النساء الأطعمة الصحية من المرجح أن تلتزم النساء بتناول الأطعمة الصحية أكثر من الرجال. فالنظام الغذائي والرياضة يلعبان دورًا كبيرًا في طول عمر الشخص. إذ يحافظ النظام الغذائي الجيد على التوازن في الجسم، ويحافظ النشاط الجسدي على قوة العضلات والعظام.
كما أنّ ممارسة الرياضة بانتظام تؤمّن صحةً أفضل للقلب، وتساعد في التحكّم في الوزن، وفي الصحة العامة، وكلها أمور يمكن أن تضيف سنوات إلى حياة الشخص. -الرجال أكثر ميلاً لإخفاء عواطفهم: يُحكم على الرجال من قِبل المجتمع بقمع عواطفهم.
بينما تميل النساء إلى إقامة علاقات اجتماعية أكثر حميمية، مما يوفّر لهن الدعم الذي يمكّنهن الاعتماد عليه.
هذا، وتميل النساء إلى امتلاك شبكات دعم اجتماعية أكبر وروابط اجتماعية أقوى، ما ينعكس تأثيرًا إيجابيًا على الصحة النفسية.
وهذا ما يجعل النساء يمتلكن آليات أفضل للتعامل مع التوتر.
إذ يمكن أن يؤدي كبت العواطف إلى زيادة التوتر، ورفع مستويات الكورتيزول، والتأثير سلبًا على النوم، وإضعاف العلاقات والتواصل بين الأشخاص، وزيادة احتمال الإصابة باضطرابات في الصحة النفسية، بما في ذلك الصدمات والاكتئاب والقلق.
ويرتبط الكبت العاطفي أيضًا بارتفاع ضغط الدم ومخاطر القلب والأوعية الدموية وضعف جهاز المناعة. -النساء أكثر ميلاً إلى استشارة الطبيب: يعتبر الرجال نوبات الألم في الصدر أو الضيق في التنفس مجرد عارض بسيط سيختفي في النهاية، بدلًا من استشارة طبيب لمعرفة ما إذا كان الأمر مثيراً للقلق.
يقاوم الرجل الرغبة في طلب المساعدة ويستمر في العمل حتى تسوء حالته الصحية. أيضاً، إذا استشار الرجل الطبيب، لا يستمع إليه دائمًا أو يلتزم نصائحه وتوصياته.
ويشمل ذلك عدم الإلتزام بالوصفات الطبية حسب التوجيهات، وعدم إجراء الفحوص وعدم متابعة الحالة.
فالذهاب إلى الطبيب واتباع العلاجات وإجراء فحوصات متكرّرة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في طول العمر، الأمر الذي يمكن أن يُبطئ الأمراض المزمنة، مثل مشاكل القلب، ويساعد في العيش لفترة أطول وأن يتمتعوا بصحة أفضل بشكل عام.
مجرد كونكِ امرأة لا يضمن ذلك حياة أطول. لكن ثمة عوامل وعادات تحت السيطرة يمكن أن تؤثر إيجابًا على متوسط العمر.
إنّ ممارسة التمارين الرياضية بشكل متكرّر، وتناول الأطعمة الصحية، والذهاب إلى الطبيب، وإيّجاد نظام دعم، وغيرها من السلوكيات، قد تساعد أي شخص في أن يعيش حياة صحية لسنوات عديدة مقبلة.